في أول زيارة له للقاهرة منذ ثورة الثلاثين من يونيو، حرص الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على إعطاء عدة إشارات إيجابية تدل على عمق العلاقات بين مصر وفرنسا، وتوافق رؤاهما بشأن الأزمات في المنطقة وبالتحديد في مجال مكافحة الإرهاب.
وألقى ملف حقوق الإنسان في مصر بظلاله الكثيفة على اللقاء، غير أنه وفقا للرئيسين عبد الفتاح السيسي وهولاند، لم يفسد للعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين أي ود.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن أن مصلحة فرنسا وأوروبا في العلاقة مع مصر وأن الأمر لا ينبغي أن يتوقف على حالات فردية في مجال حقوق الإنسان.
وأكد الرئيسان كذلك على إعلان توافقهما بشأن ضرورة دفع عملية السلام ودعم المبادرة الفرنسية في هذا المجال، مع التأكيد على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية ودعم التوافق في ليبيا، فيما شدد السيسي على أهمية دور الجيش الوطني الليبي في مواجهة الإرهاب.
وفي مجال العلاقات الثنائية بين البلدين شهد الرئيسان توقيع 18 اتفاقية في مجالات التعاون الاقتصادية والثقافية المختلفة، بقيمة تفوق 300 مليون يورو.
وما يلفت النظر في الاتفاقيات هو نوعيتها، حيث وقع وزيرا الدفاع في البلدين اتفاقا للتعاون في مجال الفضاء، وهو ما يعزز من معلومات سابقة أشارت إلى اعتزام القاهرة إطلاق قمر صناعي عسكري.
ويضاف إلى الزيارة اتفاقات عسكرية سابقة بين البلدين تعد طفرة في سعي مصر لتنويع مصادر التسليح، بدءا بشراء حاملتي طائرات مروحية فرنسية من طراز ميسترال و24 طائرة متطورة من طراز رافال، وهي الأحدث في المنظومة الجوية الفرنسية.
وفي مجال مكافحة الإرهاب، أكد السيسي على أن "أي جماعات تعمل على تقويض سلطة الدولة وإخضاع الشعب لفكرها هي جماعات إرهابية يجب مواجهتها بشتى الوسائل".
وفي هذا الشأن، قال هولاند إن بلاده تدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الأمر يتطلب مزيدا من الصرامة مع تحيكم القانون.