أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين، عن اكتشافه نفقًا كبيرًا على الحدود مع قطاع غزة.
وسمحت الرقابة العسكرية وفق المراسل العسكري للقناة العاشرة العبرية "أور هيلر"، بالنشر أن النفق يبلغ طوله 200 مترا من قطاع غزة وللداخل المحتل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن النفق تم اكتشافه في المجلس الإقليمي لأشكول، ويعد نفقا استراتيجيا كانت تخطط حماس لإدخال العشرات من أفراد النخبة من خلاله لتنفيذ هجوم خطف إسرائيليين
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مأمون أبو عامر أن الاحتلال الإسرائيلي أراد من خلال كشفه النفق على حدود غزة إيصال ثلاثة رسائل، أولها للداخل الإسرائيلي، والثانية لحركة "حماس"، والثالثة للمجتمع الدولي.
وأوضح أبو عامر في تصريح لوكالة "فلسطين الآن" أن جيش الاحتلال أراد أن يقنع المجتمع الإسرائيلي وسكان مستوطنات غلاف غزة على وجه الخصوص، أن وسائله التكنولوجية قادرة على كشف الأنفاق كما وعدهم، وأن الهدوء القائم بينه وبين قطاع غزة لن يجعلهم يتجاهلون خطر الأنفاق التي تهددهم عند اندلاع أية مواجهة مقبلة.
وبين أبو عامر أن جيش الاحتلال أراد أن يطمئن الجبهة الداخلية حول استعداده للحرب والمواجهة مع المقاومة الفلسطينية.
ويعاني المسئولون السياسيون والأمنيون في "إسرائيل" من شكاوى مستمرة من سكان مستوطنات غلاف غزة، والذي يطالبون بتوفير الأمن لهم في أي مواجهة مقبلة، خاصة وأن العديد من الشكاوى كانت تتحدث عن سماعهم أصوات حفريات تحت الأرض، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي مرارا وتكرارا.
وهدد سكان المستوطنات حكومة الاحتلال بتصعيد مواقفهم إن لم يوفر الجيش الإسرائيلي الأمن الكافي لهم، خاصة وأنهم خط المواجهة الأول مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهم من يتعرض لهجمات الأنفاق والصواريخ.
وأكد أبو عامر أن الرسالة الثانية وهي الأهم، كانت للمجتمع الدولي، وخاصة للدولة التركية، التي تتفاوض مع الاحتلال من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة.
واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني أن "إسرائيل" تحاول أن تكسب الأتراك إلى صفها، بعد أن توضح لهم فيما تستخدم حماس الإسمنت المدخل لها في قطاع غزة.
ولفت إلى أن الاحتلال يحاول تبرير حصاره للقطاع وتشديده له أمام المجتمع الدولي، ويحاول إيجاد مبررات لقطعه الحاجيات الأساسية لسكان القطاع بحجة استخدام حماس لها في أمور عسكرية ضد الإسرائيليين.
وتشترط الحكومة التركية على الاحتلال الإسرائيلي رفع الحصار عن قطاع غزة، ومنحها ميناء بحري، مقابل عودة العلاقات التركية الإسرائيلية، بعد تدهورها لاعتداء البحرية الإسرائيلية على سفينة مرمرة التركية التي كانت متوجهة لقطاع غزة في عام 2010.
أما الرسالة الثالثة للاحتلال من وراء كشف النفق اليوم، كانت لحركة "حماس"، حيث أراد جيش الاحتلال أن ينبه "القسام" الجناح العسكري للحركة، بأنه قادر على ضرب أكبر وسائله الاستراتيجية القتالية في أي حرب مقبلة.
كما يحاول الاحتلال تخويف الفلسطينيين واستفزازهم لكشف المزيد من المعلومات حول قدراتهم العسكرية التي ممكن أن تضرب بها "إسرائيل" في أي مواجهة مقبلة.
وتعتبر الأنفاق الهجومية للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، الهاجس الأكثر رعبا لجيش الاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد العمليات التي نفذت من خلالها إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014.
