تصدّرت "أنفاق غزة" واجهة الأحداث من جديد، بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، اكتشاف نفق تابع لحركة "حماس" يمتد إلى داخل الأراضي المحتلة لمسافة (١٥٠) مترًا باتجاه مستوطنة "أشكول".
وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان لها، مسؤوليتها عن حفر النفق، وقالت إن "ما أعلنه العدو ليس إلا نقطةً في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها، وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها."
ورغم ما أعلنه الاحتلال، إلا أن محللين سياسيين استبعدوا نشوب حرب بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي في الوقت القريب.
لا حرب على غزة
ورأى المحلل السياسي فايز أبو شمالة، أنه مع كل هذا إلا إن الكيان حذر جدًّا من التورط في أي عدوان جديد على غزة، مرجعا ذلك لعدة أسباب، منها "سقوط نظرية الردع، والتلويح بالقوة العسكرية القاضية، وذلك جراء تمرد المقاومة الفلسطينية على الخوف، واستعدادها إلى المواجهة في كل وقت، وإلى أبعد مدى".
"بالإضافة إلى عدم استعداد قادة الجيش الإسرائيلي إلى مواجهة المجهول الذي ينتظرهم في غزة، ولاسيما أن المخابرات الإسرائيلية تجهل ما يجري تحت الأرض، وهذا الجهل بالمعلومة الاستخبارية يشكل رادعًا لأي عدوان إسرائيلي". -والكلام لأبو شمالة-.
في ذات السياق، اعتبر المحلل السياسي أن الأوضاع الفلسطينية المتفجرة في الضفة الغربية، وإمكانية تصعيد المواجهات مع المستوطنين، وتطورها بالصورة التي تضر مصالح الكيان العبري الإستراتيجية؛ تشكل رادعًا لأي عدوان إسرائيلي واسع على سكان قطاع غزة.
فتح باب المزايدات
من جهته، رأى المحلل السياسي يوسف رزقة، أن النفق الأخير فتح بازار المزايدات بين الأحزاب الإسرائيلية من خلال الدعوة إلى حرب جديدة لردع حماس، بعد أن ثبت أن حماس لم ترتدع في حرب ٢٠١٤ م.
وأشار رزقة إلى أن "الساحة الحزبية في دولة الاحتلال تحاول إشعال نار الحرب والكراهية ضد غزة، وتتخذ من النفق أداة لمهاجمة نتنياهو وتصفية الحسابات معه. ومن ثمة يمكن القول بأن غزة حاضرة بقوة في السياسة الحزبية الداخلية للعدو".
وثمّن المحلل السياسي تصريحات حركة "حماس" ردًا على كشف النفق، حين قالت إنها "لا تسعى لحرب جديدة، وهذا يعني أنها متمسكة بالتهدئة".
ليس مبررًا
بدوره، اعتبر الكاتب السياسي طلال عوكل، أن اكتشاف نفق لن يكون مبررًا قويًا من "إسرائيل" لشن حرب على غزة، مضيفًا أن الجرافات والآليات العسكرية على حدود القطاع تعمل بشكل شبه يومي، والحكومة الإسرائيلية تقول إنها تحارب وتعمل على اكتشاف الأنفاق، ما يعني أن اكتشافه لا يمثل حدثا كبيرا من شأنه أن ينسف الهدوء في غزة".
ونوه إلى أن "إسرائيل" تحتاج إلى ما وصفه بـ"المبرر القوي" أمام المجتمع الدولي، لشن حرب جديدة مستدركا بالقول:" كأن نشهد عمليات إطلاق صواريخ متكررة، أن تحدث عمليات قوية في الضفة الغربية".
الجدير بالذكر أن كتائب القسام، استخدمت الأنفاق بشكل مكثف، في الحرب الإسرائيلية الأخيرة (صيف 2014)، لشن هجمات على أهداف إسرائيلية.
وقال الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن مقاتلي حركة حماس استخلصوا العبر من انهيار الأنفاق السابقة، ولجأوا إلى تشييد جيل جديد أكثر مقاومة لعوامل الطبيعية والانفجارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بشركة "شفير الهندسية"، (العاملة في مجال محاربة الأنفاق) في تعقيبه على النفق الجديد، قائلًا إن "الطريق الجديدة تجعل من الأنفاق أكثر أمنًا وصلابة وقدرة على التحمل، وذلك بخلاف نظيرتها السابقة".
ويجري جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الحالي، أعمال تجريف وحفر مكثفة، على طول الشريط الحدود الفاصل مع قطاع غزة و"إسرائيل".
