يسود استياء كبير الشارع النابلسي، بعد سماح الطائفة السامرية لممثلين عن ما يسمى "مجلس المستوطنات" في الضفة الغربية، من إلقاء كلمة رسمية خلال الاحتفال بعيد الفصح السامري، على قمة جبل جرزيم "الطور" بنابلس.
فقد فوجئ الحضور بإلقاء ممثل المستوطنين كلمة خلال الحفل، ما دفع بمحافظ نابلس اللواء أكرم رجوب ومعه الوفد الرسمي الفلسطيني لمغادرة المكان.
وحسب شهود عيان تواجدوا في الحفل لمراسل "فلسطين الآن" فقد توافدت مئات الشخصيات الفلسطينية الرسمية والاعتبارية في محافظة نابلس، لحضور الطقوس السنوية التي اعتادت الطائفة السامرية القاطنة على جبل الطور بنابلس، إحياءها سنويا، ولكن لأول مرة يحضر ممثلون عن مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، ويخصص لهم كلمة رسمية خلال الاحتفال، ما دفع محافظ نابلس إلى المغادرة وتبعه انسحاب ممثلي القطاعين الرسمي والشعبي بمن فيهم الغرفة التجارية وملتقى رجال الاعمال وشخصيات اعتبارية.
وعلق رجوب على انسحابه من الاحتفال، قائلا "نعم انسحبنا من الاحتفال.. وإننا نحترم ونقدر الطائفة السامرية ولذلك نحن نشاركهم أفراحهم وأتراحهم، بل نعتبرهم جزءا من الشعب الفلسطيني، ولكن ما لا نقبله هو وجود المستوطنين في الاحتفال، واعطائهم كلمة خلاله، الأمر الذي اضطررنا إلى مقاطعة الاحتفال الرسمي والخروج منه لأننا نعتبر المستوطنين والاستيطان هم سبب المشكلة الحقيقية في الأراضي الفلسطينية، وليس لدينا الاستعداد للتحدث مع المستوطنين، فوجودهم غير شرعي ومرفوض".
موقف غريب
بدورها، قالت حركة الشبيبة الفتحاوية -إقليم نابلس، إن "هذا الموقف غير المألوف والغريب عما عرف عن أهلنا ومواطنينا في الطائفة السامرية من تمسكهم التاريخي بالحق الفلسطيني بالأرض، ورفضهم لكافة أشكال الظلم والعدوان والاستعمار، التي تمارس ضدهم، وضد أبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجده، لا سيما نابلس التي تُحاصر بالمستوطنات والحواجز".
وأكدت الشبيبة في بيانها أن "هذا الموقف الخاطىء الذي تثق شبيبة فتح أنه لا يعبر عن إرادة أهلنا من المواطنين السامريين، يجب أن يصوّب، وأن لا يتكرر بأي حال من الأحوال"، مستذكرة في الإطار ذاته تضحيات السامريين من أهل نابلس، ومعتقليهم في سجون الاحتلال، وصمودهم وصبرهم جنبا إلى جنب، مع أخوتهم من أبناء المحافظة.
نجاة بني إسرائيل
وكانت الطائفة السامرية، احتفلت مؤخرا بأول أيام عيد "الفسح"، على قمة جبل جرزيم في نابلس، الذي يستمر لسبعة أيام حسب التقويم السامري، ويتذكرون فيه خروج بني إسرائيل من مصر.
ويستذكر السامريون في "الفسح" تحررهم واستقلالهم، فهو يعد عيد النجاة بالنسبة لبني إسرائيل، ويقدمون القرابين لله، التي يصل عددها لما يقارب 55 خاروفا ويتم شويها وأكل لحومها، وحرق ما تبقى منها حتى يصبح رمادا، ثم يتناول السامريون نبتة شديدة المرارة، لتذكر المعاناة ومرارة الحياة التي عاشها بنو إسرائيل.
وتختتم طقوس العيد بالحج الكبير إلى أعلى قمة جبل جرزيم، الموقع المقدس لهذه الطائفة، إذ يحجون إليه ثلاثة مرات سنويا، خلال أعياد "الفسح" و"الحصاد" و"العرش".
يذكر أن عدد السامريين الذين يصفون أنفسهم أنهم حراس التوراة الحقيقية 790 شخصا، يعيش نصفهم في نابلس، والنصف الآخر في "حولون" داخل أراضي عام 1948، ويحتفلون بأعياد التوراة، وعددها سبعة هي: عيد الفسح، وعيد الفطير، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش، والعيد الثامن أو فرحة التوراة، ويحجون ثلاث مرات سنويا على قمة جبلهم المقدس "جرزيم".
