18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

في الضفة مصادرات بالجملة والمفرق

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

انتعشت في الأيام القليلة الماضية قرارات مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية بالجملة والمفرق؛ فالمس بحرمة وملكية الأرض بات أمرًا مستباحًا جهارًا نهارًا لدى حكومة "نتنياهو"، التي لا ترى وسيلة أو طريقة للتعامل مع الشعب الفلسطيني أفضل سوى المزيد من القوة والبطش والإرهاب وسرقة ونهب أراضيه واستنزاف موارده ومقدراته وخيراته.

الأرقام صادمة أكثر من أي وقت مضى، وهي تتحدث عن آلاف الدونمات التي يعلن الاحتلال مصادرتها هنا وهناك، بين حين وآخر، وكأنه لا وجود للشعب الفلسطيني على هذه الأرض، ولا حقوق له، ولا هناك من يدافع عنه.

إعلان المصادرات المتلاحقة، والتصديق على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة وبقية مناطق الضفة الغربية، وتكرار اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى؛ كلها مؤشرات واضحة على ما يريده الاحتلال ويرمي إليه، وليست بحاجة إلى عمق تفكير.

يتبجح ويصرح "نتنياهو" ويكرر في أكثر من مناسبة بكل وضوح ويقول: "اقتحام مناطق "أ" أمر مقدس لتحقيق الأمن، ولا عودة إلى حدود ١٩٦٧م، ولا تراجع عن توحيد القدس عاصمة لـ(إسرائيل)"، ويؤكد أنه لا وقف للاستيطان، ولا لعودة للاجئين؛ فماذا تبقى لأكثر من 12 مليون فلسطيني عمروا الأرض الفلسطينية منذ آلاف السنين؟!

إطلاق يد المستوطنين في البناء الاستيطاني بات أمرًا عاديًّا في عرف "نتنياهو"، والزحف على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، لتقوى دولة المستوطنين، وتنتعش حركة الاستيطان بصور غير مسبوقة أيضًا بات أمرًا مكررًا كل يوم.

والأخطر من المصادرات صولات وجولات للمستوطنين في القدس المحتلة، وحشود بعشرات الآلاف أمام حائط البراق، وتدنيس مئات من المستوطنين لساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك خلال ما يسمى "عيد الفصح اليهودي".

سرقة الأراضي ومصادرتها بالجملة والمفرق، وبلطجة وعربدة المستوطنين وتجريف الأراضي لتوسعة مستوطناتهم تتزايد كل يوم؛ فحرق المزروعات، وقلع أشجار الزيتون وسرقتها وحرقها، ونشر الرعب والخوف والدمار في الضفة ذلك ما يتفاخر به المستوطنون في ظل عدم وجود ما يردعهم.

المستوطنون المستجلبون من مختلف دول العالم يزعمون أن الأرض الفلسطينية لهم وأنها أرض الآباء والأجداد، وعلى هذا يستوطنونها، ولا يكلفهم ذلك شيئًا.

يشعر المستوطنون في الضفة الغربية أنهم فوق القانون وفوق البشر؛ فحرقوا فتى مقدسيًّا، وحرقوا عائلة دوابشة، حيث لا حسيب ولا رقيب عليهم، وصاروا يسرحون ويمرحون، في مختلف مناطق الضفة الغربية، ويعتدون يوميًّا على مركبات المواطنين ويغلقون الطرق متى شاءوا، ويعربدون، وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال الذي لا يتدخل إلا في حال أحاط الخطر بالمستوطنين.

الاستيطان يتوحش، ويأكل اليابس والأخضر، ولا مجال للمزيد من الضعف والانقسام، والوقت كالسيف، وصار لزامًا لملمة الوضع الفلسطيني وترتيب البيت الداخلي قبل أن يدهمنا الوقت ولا يبقى شيء يذكر من الأرض؛ فهل من مجيب قبل فوات الأوان؟!