13.9°القدس
13.66°رام الله
12.75°الخليل
18.18°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل12.75°
غزة18.18°
الإثنين 17 نوفمبر 2025
4.24جنيه إسترليني
4.55دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.23دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.24
دينار أردني4.55
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.23

لغياب الرقابة

العمال في يومهم.. كرامة مهدورة على مر السنين

2
2
غزة - أحمد موسى

يحتفل العالم في الأول من مايو/أيّار من كل عام بيوم العمال العالمي ببهجة خاصة يشعر فيها العامل بكرامته ومكانته في مجتمعه، على النقيض يفتقد العمال الفلسطينيون كرامتهم ومكانتهم، فلا يعرفون للراحة سبيلا، فيخرجون كادحين صبيحة كل يوم للقيام "بأعمالهم الشاقة" في ظل الحصار المطبق على قطاع غزة منذ عشر سنوات.

وأمام المثل الشهير "سبع صنايع والبخت ضايع" تتجسد حكاية العامل الفلسطيني البائس والمغبّر الوجه، والذي تحمل طيّات وجهه شقاوة سنين عجاف من المعاناة التي تكبد مرارتها بفعل الواقع السياسي وظلم وجور الاحتلال الإسرائيلي.

وبينما يخرج العامل كادحاً في الأرض باحثاً عن مصدر رزق، لكنه يترك خلف ظهره بيتاً يضم فقراء لا يسألون الناس إلحافاً، بل ينتظرون سد رمق جوعهم.

شهادات حية

يخرج الخمسيني "أبو حسين" في الصباح الباكر – وهو يعمل في مجال البناء- ومعه ثلاثة من أولاده يلبسون زي العمل المموج بلون الإسمنت ورائحة زيت الخشب، وعند سؤالنا له سبب خروجه  للعمل في يوم العمال، يقول ضاحكاً من الحال: " إذا ما بروح الشغل لولاد بتغدوش اليوم.. وضحك.. عمال مين يبني العيد للموظفين مش للعمال إلي زينا".

وليس حاله أفضل من غيره، فـ "محمد صالح" الذي يعمل في أحد المطاعم المشهورة في غزة "بدأ يشكو من سوء معاملة صاحب المطعم واليوميات وعدد ساعات العمل.. اليوميات لا تزيد عن 25- 30 شيكل فقط، والعامل القديم الذي له أكثر من 3 سنوات يأخذ 35 شيكل -صاحب الخبرة-. ناهيك عن ساعات العمل التي تتجاوز 12 ساعة متواصلة من الساعة 12 ظهرا حتى 12 ليلا".

أما "أبو رائد" فهو عامل في شركات الباطون في القطاع من المنطقة الجنوبية يشكو همه، ويقول: "بعد العصر عندما يقترب موعد الحلة يقوم المهندس والمقاول بإرسال شاحنات الباطون للصبة حتى نصل إلى بعد العشاء ونحن نعمل واليوم الثاني نذهب للعمل من الصباح الباكر ومن لا يريد العمل يأتي 100 بدلا منه كان يهدد المقاول".

ويضيف "الحياة صعبة مع العلم أنهم يكسبون مبالغ خيالية ولكن الحلقة الأضعف العامل.. بدنا نعيش محدش مدور علينا".

وبحسب قانون العمل الفلسطيني فإن ساعات العمل هي 8 ساعات فقط، لكن "غياب القانون وانتشار البطالة في القطاع يستغل أصحاب الشركات والمطاعم وأصحاب العمل على إجبار العامل على زيادة 8 ساعات لتصل ما بين 10-12 ساعة"، كما ذكر رئيس اتحاد نقابة العمال بغزة سامي العمصي.

حقوق العمال منتهكة

ويرى العمصي بأن غياب الرقابة والخلافات بين غزة والضفة جعل العامل بلا أب يحمي حقوقه، فيما يقوم أصحاب الشركات وأصحاب العمل باستغلالهم في ظل البطالة المكدسة.

ويُلقي رئيس اتحاد العمال في اتصال هاتفي خاص بـ "فلسطين الآن" العتب على العمال أنفسهم ويحمّلهم جزءاً من المسؤولية بالإضافة إلى الحصار وزيادة نسبة البطالة  التي قال إنها زادت عن 213 ألف عاطل عن العمل، حيث دعاهم إلى كتابة شكاوى بدون أسماء لكي يتم محاسبة أصحاب المحلات والشركات التي تستغل سواء بتقليل الراتب أو حتى إضافة ساعات العمل.

وتابع "أما أن نحاسب بلا شكوى فهذا لا يعطينا الدافعية لمحاسبتهم، ولكن العمال يخافون من طرد صاحب العمل لهم ويصطفون كما غيرهم على رصيف البطالة المكدسة".

وذكر أنه تم تحديد أجرة العمال في الضفة 1450 شيكل شهرياً على الأقل وفي نفس الوقت طالب المجلس التشريعي بتحديد أجرة العامل في غزة ومحاسبة الخارجين والمستغلين العمال حتى لا يكون العامل فريسة سهلة لأصحاب العمل.

وهل يا ترى  ستشهد الأيام القادمة متابعة من قبل المسؤولين؛ لرفع أجرة العامل حتى يعود عيد العمال ويصبح العامل ذات كرامة في لقمة عيشه، أم ستبقى الأيام كما هي ويكون الحصار ذريعة ليبقى العامل تحت الرماد.