بعض الناس لا يقتربون من النصف، دائماً في مربع نصف الأشياء يدورون، متلونون كالحرباء تماماً، كل يوم هم في لون، وكل ساعة في موقف، هؤلاء هم الأباريز العارية، والنفوس المريضة.... في وجهك كلام لوز اللوز وتمام التمام، ورا ظهرك كلام مختلف تماماً.. هؤلاء أنصاف الرجال، يحملون من الرجولة عضويتها وأعضائها، ويفقدون شهامتها وقوتها، والرجولة بالثانية صدقوني.
هؤلاء نص عمر، ونص عقل، ونص كمُ... وعمرهم ما دخلوا دار من الباب، يدخلون إما من تحت الباب أو من الشباك، وغرابة الشيء أنهم يتصدرون العمل دائماً... وكل شيء عندهم تحت بند المعلوم من الدين بالضرورة حتى في تخصصهم.. يعني نص فهم.
وعلمتني الحياة أن أكون في المقدمة دائماً، أبحث عن العمق في الأمور، وصدق القائل:
لا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين، لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت.
إذا صمتّ فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت فتكلّم حتى النهاية، فالنصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز لأنك لست نصف إنسان.