15.01°القدس
14.77°رام الله
13.86°الخليل
17.57°غزة
15.01° القدس
رام الله14.77°
الخليل13.86°
غزة17.57°
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
4.27جنيه إسترليني
4.59دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.77يورو
3.25دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.27
دينار أردني4.59
جنيه مصري0.07
يورو3.77
دولار أمريكي3.25

بين الاحتلال والسلطة..

سياسة "تبادل الأدوار" تثير غضب أهالي الضفة

التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال
التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال
رام الله - مراسلنا

كثّفت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، من اعتقالاتها بحق الأسرى المحررين، خاصةً ممن أمضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال، في سياسة واضحة لملاحقة وردع كل من له خبرة وتجربة بمقاومة المحتل.

ليس هذا وحسب، فقد أثارت سياسة تبادل الأدوار التي تتبعها أجهزة السلطة بالتناوب مع الاحتلال في اعتقال النشطاء الفلسطينيين غضب عائلات المعتقلين السياسيين في سجون السلطة، خاصة بعد اعتقال الاحتلال للمواطن عاطف الصالحي "44 عاما" أثناء خروجه من سجن أريحا متوجها لمنزل عائلته في بلدة سلواد شرق رام الله، بعد أن أمضى في سجون السلطة خمس سنوات.

اعتقال المحررين

وبيّن تقرير صادر عن لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، حول انتهاكات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أنها اعتقلت خلال شهر نيسان الماضي 35 أسيرًا محررًا، واستدعت 26 آخرين.

ومن بين الذين اعتقلتهم أجهزة السلطة الأسير المحرر ربحي حامد الذي أمضى 11 عامًا بالأسر، والأسير المحرر أحمد ملايشة الذي أمضى 14 عامًا في سجون الاحتلال، والأسير المحرر أسامة النبريصي الذي قضى 14 عامًا أخرى، والمحرر المهندس نادر جبران الذي أمضى 13 عامًا بالأسر، عدا عن المحرر محيي الدين عودة الذي أمضى 10 أعوام، والمحرر علاء شريتح الذي أمضى 14 عامًا معتقلا لدى الاحتلال.

ويبدو جليًا أن الهدف الرئيس من وراء اعتقالات الأسرى المحررين أصحاب الأحكام العالية؛ هو محاولة السلطة الحثيثة لوأد انتفاضة القدس وإخماد جذوتها، وذلك عبر ملاحقة من ترى أنهم يملكون مقومات العمل المقاوم ممن لديهم خبرة ميدانية في مناطق الضفة الغربية.

ورغم ما يحظى به الأسرى المحررون وخاصة أصحاب الأحكام العالية من احترام ورمزية بين أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك تقديرا لحجم التضحيات التي قدموها، وألم ومرارة ما لاقوه في سنين سجنهم الطويلة؛ إلا أن السلطة وأجهزتها الأمنية لا تكترث لذلك، فبدلًا من تكريمهم وتشريفهم بما قدموه من تضحيات؛ ها هي تزج بهم في زنازينها، لا لشيء إلا أنهم تبنوا نهج المقاومة وسلكوا طريقها للدفاع عن شعبهم.

وليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها قوات أمن السلطة بالضفة إلى اعتقال الأسرى المحررين، إذ شنت على مدار السنوات الماضية مئات الاعتقالات طالت في غالبيتها أسرى محررين، وعلى رأسهم كوادر ونشطاء حركة حماس.

 ظروف متشابهة

وعودة لاعتقال الصالحي -التي هي أشبه بالتسليم- تعيد للأذهان سلسلة الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال بحق نشطاء فلسطينيين بعد خروجهم من سجون السلطة وخضوعهم للتحقيق في زنازين الاحتلال على الملفات ذاتها الموجودة عند أجهزة السلطة وأحيانا الإفادات ذاتها يجدها المعتقلون أمامهم.

وقال محمد حماد قريب المعتقل الصالحي إن "الأجهزة الأمنية أبلغتها أنها ستطلق سراحه، ولكن بوضع شرط اساسي وهو التوقيع على وثيقة تبرأ الاجهزة الامنية في حال اعتقاله من الاحتلال، وهذا دليل على أنها تعلم مسبقا مصيره فور الافراج عنه من سجونها!!".

وأضاف "الصالحي اعتقل لمدة تقارب 6 سنوات وقد تعرض لتعذيب متواصل لفترات طويلة، وأجبر على الاعتراف عن قضايا تحت التعذيب، وهذا الأمر الذي سبب ملاحقة له من الاحتلال ليتم اعتقاله بعد ساعات معدودة فقط من الافراج عنه".

وكما هو حال الصالحي، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أيضا ثلاثة شبان من قرية ترمسعيا شمال رام الله بعد يومين من الافراج عنهم من سجون السلطة، والشبان الثلاثة هم محمد الامين ومحمود مثقال وجميل مصطفى، وثلاثتهم طلبة في جامعة بيرزيت وقد اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد يومين فقط من الافراج عنهم، وبعد ان امضوا ثلاثة أشهر في سجون الأجهزة الأمنية.

كشفهم للاحتلال

وقالت قريبة الأسير جميل مثقال إنّ "جميل وزملاؤه تم اعتقالهم وتوجيه تهم لهم بمحاولة تنفيذ عمليات ضد الاحتلال وهو الامر الذي نفته عوائل المعتقلين الثلاثة، إلاّ أنّ الأجهزة الأمنية أصرّت على اعتقالهم لمدة تزيد عن تسعين يوما، ما سبب بتسليط الأعين عليهم من الاحتلال".

وأضافت : كنا نعلم بأنّ جميل وزملاؤه سيتم اعتقالهم فور الافراج عنهم، وقد تنصلت الأجهزة الأمنية من ذلك عدة مرات حينما كنا نطالب بالإفراج عنهم مدعية بأنّها تحافظ عليهم من الاعتقال!!".

وأكدت في حديثها: أنّه بعد أقل من يومين من الافراج عنهم اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلنا ومنزل الشابين الآخرين وتم اعتقالهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وبذلك تثبت الأجهزة الأمنية يوما بعد آخر ولاءها لسلطات الاحتلال على حساب ابناء شعبها، في الوقت الذي يسفك فيه الاحتلال دماء الشباب والفتيات بدون أيّ مبرر، ليكون ترقب أهالي المعتقلين القابعين في سجون السلطة وانتظار الافراج عنهم ممزوجا بمخاوف اعتقالهم من الاحتلال التي باتت سياسة ثابتة وفي وضح النهار.

خدمةٌ للاحتلال

من جانبه استنكر القيادي في حركة حماس بمحافظة طوباس نادر صوافطة، حملة الاعتقالات التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة بحق الأسرى المحررين من سجون الاحتلال، معتبرا ذلك تجاهلا لمعاناتهم وعائلاتهم لسنوات طويلة، إذ تجرعوا خلالها الألم والأحزان والمعاناة الشديدة، في الوقت الذي يجب على الجميع تقدير تضحياتهم، وما قدموه من زهرات أعمارهم خلف قضبان الأسر دفاعاً عن قدسهم وأوطانهم وكرامة شعبهم، بحسب تعبيره.

واعتبر صوافطة في تصريح له، أن هذه الحملة تهدف إلى وأد شرارة الانتفاضة، وملاحقة المقاومة في الضفة والقضاء عليها، وعدم السماح باستمرارها وتطوير أدواتها في مواجهة المحتل، وهو ما يتيح للعدو الإسرائيلي الاستمرار في جرائمه بحق أبناء شعبنا العزل.

وناشد القيادي في حماس قيادات العمل الوطني والإسلامي وكل الغيورين من أبناء الشعب الفلسطيني بضرورة التحرك العاجل لوقف حملة الاعتقالات التي تشنها أجهزة أمن السلطة، والإفراج السريع عن جميع المعتقلين السياسيين دون استثناء، وذلك تقديراً لتضحياتهم الجسام، وعطائهم اللامحدود في الدفاع عن قضيتهم ومقدساتهم.