زيارة معتادة أجراها مفتش التعليم لإحدى مدارس بنات الثانوية في قطاع غزة لحصة تدريب "أشغال وتريكو"... وما أن دخل الفصل حتى جلس في مؤخرته ينتظر إعلان البدء من قبل المعلمة التي رتبت كل شيء من قبل، كأنك في تمثيلية متقنة، فكل طالبة معروف دورها بالضبط وسؤالها وتعقيبها، نظراً لمنع الحرج من قبل المفتش فتحصل المعلمة على علامات جيدة.
جلس المفتش في الفصل، فقالت المدرسة " اليوم أيها الطالبات سنتعلم "فن التطييز"، وما إن أنهت هذه الجملة حتى احمر وجه المفتش وبلع ريقه، وارتفع ضغطه... وقال في نفسه: ما الذي تقوله هذه المعلمة في فصل لبنات الثانوية؟.. التزم الصمت قليلاً ولم يعلق.
أكملت المعلمة قولها: " وبدنا نْيَحِبْ بالأستاذ عبد اليَّحمَان" هنا أيقن المفتش أن المعلمة لثغاء، وتقرط في حرف الراء، فحمد الله أنها جاءت على قدر التطريز قولاً لا فعلاً.
كثيرٌ من مصطلحاتنا السياسية تحتاج إلى ضبط دلالي، فهي مرنة لزجة، وتفهم خطأ، وكثير من المحللين السياسيين تفهم أقوالهم خطأ، نتيجة عدم الضبط الاصطلاحي لأقوالهم، وكثير من الناطقين يحتاجون تعلم فن مخاطبة الجماهير، أو دورة تطريز على الأقل.
