هناك جماعة من الناس متخصصة بتبرير الأخطاء يعرفون في علم السوسولوجيا "السحيجة"، أو أنصار "الكأس المليان"، ما أن تنتقد شيئاً في البلد مباشرة يهتفون بصوت واحد... هي في أمريكا بيصير هيك، وفي رومانيا، وفي الصين... على مبدأ الكأس المليان أخو الشليتة.
طيب بدي أسأل أنا في أمريكا في حرية ولا لا؟ في فلوس ولا لا؟ في كهرب ولا لا؟ في سفر ولا لا؟ ليش لما تصير عنا مصيبة بنصير نقول عادي بتصير في كل العالم؟ ونوزع مصائبنا على كل العالم.. ان حدث خطأ طبي نقول: حدث مثله تماماً في الصين....
إن قطعت الكهرباء 8 ساعات بنقول: هي لبنان.... إن وصلت البطالة والخريجين حد النخاع بنقول: هي اليمن، إن تحدث أحد عن حرية الرأي والتعبير، أو حرية التنقل بنقول: هي سوريا، ونازلين نوزع مصائبنا على هذا الأساس كأن المصائب كلها يجب أن توضع فينا بشكل مجزَّء كصورة مصغرة عن مصائب الكون.
سألت رجلاً عجوزاً من زمان عايش المشكلة وين يا حج؟ قال لي: المشكلة فينا، احنا في نص الطَّريق، إن رجعنا أكلنا زفت، وإن قدَّمنا حنخبط في الحيط...عشان هيك نموت واقفين ولن نركع.