صرخ الشرطي المصري داخل الصالة المصرية على الحاجة وضحية والتي تعاني سمنة شديدة في كافة ولايات ومحافظات جسمها، قامت من مكان جلوسها على حقيبتها، وسرعان ما وقعت على الحقيبة فانفجرت زجاجة الفلفل الأحمر لتملأ المكان بين مئات المسافرين، داخل الحقيبة قنينات كثيرة للفلفل الأحمر تحملها لابنها المقيم في الخارج.
عبقت المكان رائحة الفلفل، في جو حار خالي من أي ترفيه عن النفس، والقلوب تبلغ الحناجر فالكل يريد الخروج، اقتربت من السيدة بعد انتهاء معركة الفلفل وقلت لها: كل هذه القنينات من الفلفل تحميلها لابنك؟ قالت لم يوصيني على شيء سوى الفلفل.
لا أعرف سر العلاقة الحميمة بين الفلفل الأحمر والغزاوي المغترب، ولا أدري لماذا يريدون من غزة فلفلها؟ ألا يكفيه فلفل الغربة وحرقتها؟
لله في خلقه شؤون، حتى المغتربين لا يطلبون سوى الشقاء... كل من في القاعة كان حزيناً على فلفل الحاجة وقنانيها المنفجرة، إلا أنا كنت أنظر بنظرة شماتة أن أراح الله ابنها من هم الفلفل، وأقول اللهم لا تبقى زجاجة فلفل إلا فرقعتها... للمفارقة العجيبة قبل ركوبي الطائرة سألني رجل الأمن: هل معك أي زجاجة فلفل أحمر؟ قلت له: انفجرت في المعبر.