سواء عاشت الطفلة ريهام أم ماتت نتيجة التقصير في تحويلها إلى مشافي الداخل فإن السيدة أميرة الهندي لا تشعر بذلك طالما لا يوجد صلة قرابة تربطها بالطفلة ريهام إحدى شهيدات الحصار الظالم لقطاع غزة، فلو كانت هناك صلة قرابة فإنه من المؤكد أن الإجراءات ستتغير بغض النظر عن النتيجة، لأنه لا يوجد عدالة أو نزاهة أو شفافية في أي وظيفة تتعلق بخدمة المواطنين وخاصة عند أميرة الهندي مسؤولة التحويلات الطبية للمرضى في وزارة الصحة، ولذلك فإننا نتمنى على الهندي أن تتقي الله في أهلنا في قطاع غزة، وإن لم يكن الأمر بيدها وأنها "عبد مأمور" كما يقول باقي المقصرين أو المتحكمين في رقاب وأرواح الشعب عليها أن تقدم استقالتها إبراءً لذمتها، كما أننا نحمل الحكومة في رام الله المسؤولية عن سقوط ضحايا نتيجة التقصير من قبل وزارة الصحة ومسؤولي مكاتبها في رام الله وغزة.
شهر رمضان شهر تكثر فيه أعمال الخير والإحسان إلى الفقراء والأيتام والمحتاجين، ولكن يشوب تلك الأعمال أحيانا إساءات عن غير قصد أو بسبب اشتراطات الداعمين من الخارج، وأبرز تلك الإساءات هو تصوير المحتاجين أثناء استلامهم للمعونات العينية أو النقدية ونشر صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي. نعتب على من يفسدون أعمالهم بالمن والأذى وكشف ستر المحتاجين وفضحهم في الإعلام، وفي الوقت ذاته نعتبر أن نشر مثل تلك الصور يعد انتهاكا لخصوصية المواطنين بالإكراه أو الابتزاز، وأقول الابتزاز لأن الفقر وسوء الحال أجبرا البعض على تقبل التصوير والتشهير، ولهذا فإنني أدعو إلى التوقف عن إهانة المواطنين ورفض أي معونة خارجية تشترط إهانتهم بالتصوير أو غيره، وعلى الجهات المختصة محاسبة كل من يتورط في إهانة المواطنين، ومرة أخرى فإنني أدعو الحكومة والقيادة الفلسطينية إلى توفير سبل الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني تبدأ بإنهاء الانقسام والذهاب إلى انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني حتى يجدد الشعب قيادته عله يجد طريقا لحل قضيته وأزماته المتراكمة.
