بالتزامن مع ذكرى مرور 9 سنوات على الانقسام الفلسطيني الجغرافي والسياسي كان لافتا بعض الأحداث والأنباء التي في مجملها تحمل مضمون: شر البلية ما يضحك".
الحدث الأبرز كان انتخاب (إسرائيل)، رئيسا للجنة السادسة في الجمعية العامة التي تعنى بشؤون القانون الدولي ومكافحة الإرهاب، وقد احتفل الكيان بهذا الانتخاب الذي يعد الأول الذي يحظى فيه برئاسة لجنة هامة تضعه في قيادة الدول لإعادة صياغة القانون الدولي ومحاربة الإرهاب. أما المضحك فهو ما نشره موقع روسيا اليوم ومفاده ان: 4 دول عربية صوتت لصالح (إسرائيل) في الأمم المتحدة.
في المقابل، رحب مجلس وزراء حكومة رام الله بانتخاب فلسطين عضواً في لجنة حماية التراث الثقافي غير المادي، واعتبر المجلس هذا الانتخاب تعزيزا لمكانة دولة فلسطين في منظومة الأمم المتحدة. وعلى رأي المثل: لو فيها خير ما رماها الطير".
نفس الحكومة كانت حاضرة في خبر مفاده: "مصادقة المجلس الوزاري على بروتوكول تعاون مع الجزائر في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، بهدف تبادل الخبرات في مجال الصيد والاستزراع السمكي" المثير انه لا حكومة رام الله ولا غزة تحكم على الصيد البحري ولا حتى البري، كما ان سلطة الضفة لا تعترف ببحر غزة، باعتبار انه يقع تحت إدارة غريمتها في غزة.
أما شر البلية فكان عنوان الخبر: "صرف دفعة مالية للموظفين بنسبة 45 % وبحد أدنى 1200 شيكل يوم الأحد القادم". والمقصود هنا "الموظفين الملطمين في غزة" الذين لا طالوا راتب رمضان ولا سلفة العيد" بينما هناك آلاف الموظفين "مستنكفين" يتقاضون رواتبهم دون عمل منذ 9 سنوات، أكبر جهد قدموه خدمة للوطن والقضية الزحف نحو الصراف الآلي وانتظار الدور.
وبعيدا عن السياسة فإن مظاهر الانقسام تطال موائد الإفطار في الشهر الكريم، حيث تبرز الخلافات بين أفراد العائلة حول أنواع الشوربات والسلطات، مع تعدد الآراء والأذواق، فتجري تسويات وصفقات وبعض التنازلات، لكن في رمضان من الصعب التنازل عن الشوربة على مائدة الإفطار، وعلى رأس المثل: "الصايم عينه فارغة".
