23.52°القدس
23.23°رام الله
21.64°الخليل
27.73°غزة
23.52° القدس
رام الله23.23°
الخليل21.64°
غزة27.73°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

مِش دافع يعني مِش دافع

20
20
أسامة الرمح

استيقظت من نومي قبل أيام لأجد 93 مكالمة فائتة (missed calls) من رقم واحد فقط تأكّدتُ أنه من الإمارات وتحديداً من دبي، وأثناء تفكيري فيمن يكون هذا المُتّصل فاجئني مُباغتةً بمكالمة أخرى فقمتُ بالردّ وكان المُتّصِلُ فتاة تتحدث الانجليزية وتطلبني بالإسم، اعتقدتُ أنّني ربحتُ سيارة أو منزل في بُرج دبي أو حتى في سوق نايِف.. المهم أربح، ولكن في الواقع كانت موظفة بنك HSBC تُطالبني بدفع رسوم بطاقة الماستر كارد خاصتي والمتراكمة منذ ثلاثة أشهر، وحين سألتها عن قيمة الرسوم، قالت: فورتي تو دينار.. (يعني 42 دينار)، طلبت منّي أن أذهب حالاً لأدفع الرسوم وقد كان يوم سبت وكانت الساعة قد دقّت أجراس الرابعة عصراً، فشرَحتُ لها ذلك وأقفلت الخط واعداً إياها بدفع الرسوم في اليوم التالي.

فكّرتُ قليلاً في الرقم 93 مكالمة فائتة والرقم 42 دينار، وصِرتُ أتساءل: هل البنك بحاجة ماسّة لهذا المبلغ البسيط وإلاّ سيُعلِن إفلاسه؟ لماذا يتصلون بي من دُبي بالرغم من أن حسابي موجود في الأردن وبطاقة الماستر كارد خاصتي حصلتُ عليها في الأردن؟

قد لا أكرهُ شيئاً في حياتي بقدر ما أكرهُ أن يتّصل بي أحدٌ مهما كان أكثر من مرة في نفس الساعة، فأحيانا أقوم بإقفال هاتفي كي لا “يُنَكّدَ عليَّ أحدُهم”، ولكنّي لا أستطيع إقفاله 24 ساعة بما أن البنك يقوم بالاتصال بي من دُبي ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً، وإذ أنّني لا أخضعُ لِمَن يُحاول مُضايقتي ولا ألينُ أمام عواء الذئاب قرّرت أن أردّ بالمِثل وأن لا أدفع رسوم البطاقة حتى وإن كان المبلغ “تافِهاً”.

قُمتُ بتخزين جميع أرقام البنك في هاتفي وباستعمال برنامج الرد الفوري، قمت ببرمجة هاتفي ليَرُدّ على أي اتصال من البنك في كل الأوقات وأن يُبقِيَ الخطُّ مفتوحاً، وبعد ثلاثة أيام فقط، كانت المُحصّلة أن الهاتف قام بالردّ 287 مرة على البنك سواء أثناء نومي، أو أثناء استحمامي أو أثناء وجود هاتفي في جيبي وحتى حين أتركُ هاتفي في المنزل Home Alone..

إن كانت تكلفة الاتصال الواحد من دُبي تُعادل في أقلّ الأحوال نِصفَ دِرهَم (بريزة)، فقد دَفَع البنك في ثلاثة أيام ما يُقارب 30 ديناراً وإن استمرّ البنك في الاتصال لستّة أيام أخرى فسيكون مجموع ما أنفقه على اتصالات “فارغة” 100 دينار.

وإن كانت تكلفة الاتصال في أسوأ الأحوال نصف ما سبق، فسيكون البنك قد دفع 50 ديناراً في عشرة أيام من الاتصالات التي تُطالبني بدفع 42 دينار.

شكراً لبنك HCBS على احترامه لمواعيد الاتصال وإغراق هاتفي باتصالاتهم المتكررة لأجل 42 ديناراً فقط.. جد عيب.

أنصح البنك بشراء خط سوبر وإضافتي ضمن قائمة الاتصالات المجانية.. أكتبُ ما أكتبُ الآن ولا يزال البنك في هذه اللحظة يتّصِل.. وأنا مِش دافع يعني مِش دافع.