ذهبت لشراء جهاز كمبيوتر من "باب شالة" في العاصمة الرباط، داخل المحل يبدو كل شيء تكنولوجياً من مستلزمات الموبايل والكمبيوتر.... لكن على الكاونتر "بترينة زجاجية" يجلس خلفها موظف المبيعات، ويعرض فيها أحذية نسائية فاخرة، وبعض زجاجات العطور الجميلة، والحقائب النسائية، وبعض من الخواتم الرجالية...
استغربت من المشهد فلا علاقة بين ما يعرضه والتكنولوجيا... سألته فأجابني: لا وقت للزبائن والمارة لقطع خمس خطوات داخل المحل لتفقد جديد التكنولوجيا...والاهتمام الأكبر اليوم بالنظرة الأولى، والانطباع الأول، والزبون هو أهم شيء...
صدق البائع بالرغم من أنه "ضحك علي" وعمل لي "البحر مقاتي"، وبيقولك الزبون!!! لكنه صدق فقد أصبحت العين ماسحة وليست قارئة.
ارتبطنا ذهنياً وجسدياً بالتفاعلية والانتباه، فتحول كل شيء إلى تفاعلي... اعلام تفاعلي، سائق تفاعلي، حديث تفاعلي، بائع تفاعلي، ألا ترى معي أن بائع الكلور أصبح أكثر تفاعلية ونشاطا في هذه المرحلة!!
لتقف على حافة التفاعلية في هذا العصر يجب أن لا تغفل شيئين اثنين "اقتصاد الانتباه، وإدارة انترنت الأشياء".
