27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

في حديث خاص لـ "فلسطين الآن"

خبر: صديق البيتاوي يستذكر: قصة السامري واللقاء الأول

رحل الشيخ حامد البيتاوي رمزا إسلاميا كبيرا في فلسطين تاركا خلفه ذكريات وسيرة صالحة يتحدث بها الناس، ومازال عطر سيرته يفوح وسيبقى في كل مكان، كأول رجال الدعوة الإسلامية وأبرز رموزها بالضفة الغربية . "فلسطين الآن" التقت بالشيخ نصوح الراميني الداعية المعروف وحاورته حول ذكرياته برفيق دربه الشيخ البيتاوي، من سيرة دعوية وإنسانية وجهادية، كشف خلالها الكثير من المواقف التي تدل على عظمة الرجل وصلابته وتواضعه . [title]بداية اللقاء [/title] الراميني الذي يرى أن القليل من الوقت لا يكفي للحديث عن سيرة البيتاوي، استهل الحديث بالعودة بذاكرته فبعدما تخرج من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية حيث دخل إلى مسجد في نابلس، عندما صافحه الشيخ البيتاوي طالبا أن يتعرف عليها، وعرفه عن نفسه بأنه مدرس تربية إسلامية في مدرسة بجنين ، ومن يومها بدأت العلاقة بينهما، وطلب منه مرافقته في دعوته حيث كان يذهب للمساجد في القرى لأنه لا يصلها أحد من الدعاة برفقة مع الشيخ المرحوم سعيد بلال والشيخ النائب أحمد الحاج علي فك الله أسره . ويضيف الراميني الذي كان في بيت العزاء للمرحوم البيتاوي :" بعدها رافقته في رحلته الدعوية إلى الداخل المحتل مثل ام الفحم والجليل والمثلث والنقب، للمشاركة بكلمات في الأعراس والحفلات الإسلامية، وكان أيضا خطيبا في مساجد الضفة " . ولا ينسى أبو معاذ أن الشيخ البيتاوي كان الأب الحاني للجميع، ويحمل هم الدعوة والدين والشعب والوطن وحريصا على الجميع، وأن يهتدي على يديه جميع الناس ليكونوا مسلمين حقا، وكان صادقا مع الله ومع إخوانه ومحبا وممازحا ملاطفا لهم، ولا يشعر الناس بأنه ذاك الخطيب الجريء والقاضي الحاسم . [title]تواضع دائم [/title] وروى الراميني قصة عن تواضع البيتاوي قائلا :" ذات يوم كان صهري وهو شاب في المدرسة الإسلامية بالمرحلة الثانوية، وكان يسكن برفقة فتية بجوار منزل الشيخ في حي الضاحية بنابلس، وقرروا الذهاب لزيارته للاستفادة من معلمه، فأرسلوا طفلا صغيرا يستأذن منه لزيارة الفتية، فأخطأ الطفل وأخبره أن الفتية يريدون الشيخ ليروه في بيتهم، فحضر الشيخ بعلمه ووقاره استجابة لطلب شباب لا يتجاوز كبيرهم السادسة عشرة من عمرهم، ولم يعرفوا أن الطفل لم يوضح ما يريدون، فسألهم عما يريدون، فخجلوا منه واعتذروا، وكان يومها متواضعا ولم يغضب منهم " . ومازالت ذاكرة الصديق الراميني عالقة بخطب الشيخ البيتاوي النارية كما وصفها، ويشبهها بأنه تذكره بخطب الشيخ عز الدين القسام التي كان يخطبها في مسجد الاستقلال في حيفا، حيث كانت الخطب هي التي تشعل الثورات، وهذه الخطب التي كانت دائما تحض على مقاومة المحتل والثبات في الأرض والتمسك بالدين وأنتجت انتفاضة 87 وما بعدها، وكانت غراسها في كل محافظات الوطن . [title]لا يخاف إلا الله [/title] ويكشف الراميني أن مخابرات الاحتلال كانت تتصل بالبيتاوي وتهدده خلال الانتفاضة الثانية لثنيه عن مواقفه التي تؤيد المقاومة وتدعو لها، وتهدده بقصف منزله وعائلته واغتياله، وتطلب منه الصمت أو تغيير المواقف، فكان يرد إن قتلي شهادة في سبيل الله ونحن بايعنا الله وندرنا أنفسنا لله والدين وافعلوا ما بدا لكم مادام الله لنا " . وعلى الصعيد العلمي، قال الراميني :" بما انه كان رئيس رابطة علماء فلسطين أصدر فتاوى تحرم التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، وتحرم التنسيق مع الاحتلال وبيع الأرض لليهود وسماسرتهم، والمنتجات الصهيونية، وهذه فتوى لا يجرأ عليها إلى الشيخ رحمه الله وأمثاله " . وينقل الراميني عن رفاق للبيتاوي كانوا معه في الإبعاد لمرج الزهور بأنه كان مصرا على التعاون كأصغر شبل معهم، وأن يخدمهم كما يخدموه، وتواضعه الكبير وجهاده وقوله الحق، وأنا رافقته كثيرا وكان يشعرنا أنه أب لنا وليس عالم وصديق . وأكد أن الشيخ رحمه الله كان يضفي على المجلس بالطرفة التي يسمح بها الإسلام، ويزيد الفرح في قلوب من يجلسون معه من ملتزمين وغير ملتزمين، ومن نصارى وغيرهم . [title]والد للسامري [/title] ويروي أنه خلال تواجد الناس في بيت عزاء البيتاوي، حضر "سامري" أسلم قبل فترة وهو يبكي بشدة أمام الناس، واسمه أمجد، وسئل عن ذلك فقال :" فقدت أهلي باختياري عندما أسلمت، لكني فقدت الشيخ حامد رغم أنفي، وهو كان والدي بعدما دخلت الإسلام، وكان يعاملني بأبوية ورفق أكثر من أهلي عندما كنت على دينهم " . ولفت إلى أن البيتاوي ترك بصمات على كل إنسان وفي كل بيت ولم يتخلف عن أي مناسبة سعيدة أو حزينة، وكان كل وقته في سبيل الله والدين ونشر الدعوة التي ندر نفسها منذ نعومة أظفاره.