27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: انتقاد زيارة الجفري للأقصى وعقوبات ضد أقباط

أثارت زيارة الداعية الإسلامي اليمني الأصل، الحبيب علي الجفري، إلى المسجد الأقصى جدلاً واسعاً على خلفيات دينية وسياسية، إذ استنكرت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني وخطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري الخطوة التي اعتبرت تطبيعا مع الاحتلال. وقال بيان صادر عن صالح لطفي، المتحدث باسم الحركة الإسلامية الجمعة، إن الأخيرة تستنكر زيارة الجفري إلى المسجد الأقصى مع "بعض الشخصيات الرسمية من الأردن تحت حماية الاحتلال الصهيوني،" على حد تعبيره. وقال لطفي، في تصريحات له : "كنا نتوقع من السادة العلماء في ربوع وطننا العربي والإسلامي بغض النظر عن انتماءاتهم المدرسية أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة المؤسسة الاحتلالية التي تدنس بجنودها ومجنداتها يوميا ساحات المسجد الأقصى المبارك." وأضاف لطفي في البيان: "كنا نأمل من هؤلاء العلماء والدعاة أن يصلوا في المسجد الأقصى الحر وليس المسجد الأقصى الذي يعاني من الاحتلال الإسرائيلي، وما نزال نتمنى على علماء الأمة أن تنجب كالقاضي محيي الدين بن الزكي القرشي الذي أبى ألا يخطب الجمعة وألا يصلي في الأقصى إلا وهو محرر من الاحتلال الصليبي." وانتقد بدوره الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة ومفتي الديار الفلسطينية الأسبق وخطيب المسجد الأقصى، بشدة قيام الداعية اليمني الحبيب الجفري بزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى بتأشيرة وبتصريح من قبل سلطات الاحتلال، معتبرًا أن ذلك "تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للمدينة". وقال الشيخ صبري، في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، تعقيبًا على زيارة الداعية الجفري للمسجد الأقصى نهاية الأسبوع الماضي والتي أظهرت صورها وجود حراسة إسرائيلية حوله خلال دخوله المسجد: "إن زيارة القدس المحتلة للصلاة في المسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية وبتصريح من الاحتلال، "تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للمدينة". وأضاف "بالنسبة للدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول التي لا تعترف بدولة الاحتلال، فلا يجوز شرعًا زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، كونه تطبيع وإقرار بشرعية الاحتلال لفلسطين ولمدينة القدس المحتلة". وأشار الشيخ عكرمة صبري إلى أن زيارة القدس بتأشيرة من قبل سلطات الاحتلال، "ليست دعمًا للقدس ولسكانها ودفاعًا عنها، ومن يريد أن يدافع عن القدس، عليه دعم سكانها ومؤسساتها، وليس من خلال زيارتها بتأشيرة إسرائيلية وبحماية من الأمن الإسرائيلي". وأضاف الشيخ صبري أن "كل من يدعي الحرص على القدس عليه أن يعمل على تحريرها، لا أن يعمل على تكريس الاحتلال"، مؤكدًا على ضرورة العمل على تحرير القدس من الاحتلال قبل زيارتها. وطالب الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة ومفتي الديار الفلسطينية الأسبق وخطيب المسجد الأقصى مراسل "قدس برس" في ختام تصريحه، بعدم ذكر اسم الداعية اليمني الذي زار المسجد الأقصى، مشددًا على أنه "لا يشرّفه أن يذكر اسم هذا الشخص في تصريحه"، كما قال. أما الجفري، فنشر على موقعه الرسمي بياناً حول الزيارة التي جرت الأربعاء قال فيه إنه قام بالزيارة "شوقاً إلى القبلة الأولى ومسرى الحبيب المصطفى.. واستجابة لدعوة الشيخ محمّد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، المسلمين لزيارة المسجد الأقصى نصرة له ودفاعاً عن قضيته." وقال الجفري إنه "شاور بعض كبار علماء الأمة" و"استخار الله" في الرحلة "فانشرح الصدر لذلك وتيسّرت أسبابه،" وختم بيانه قائلاً: "أسأل أن يعجّل في تحرير المسجد الأقصى ومقدساتنا السليبة وأرض فلسطين الحبيبة وأن يوقظ الأمّة من غفلتها عن نصرتها وأن يفرّج عن أهلها والمسلمين عامّة." ولكن التساؤلات العديدة التي وردت للجفري على صفحته في موقع فيسبوك دفعته إلى إصدار توضيح حول الزيارة الخميس، فدافع عن خطوته بالقول إن النبي محمد "أّسري به إلى المسجد الأقصى وهو محتل من قبل الروم، واعتمر عمرة القضاء مع الصحابة ومكة تحت حكم كفار قريش واعتمر وصلى والأصنام منصوبة في الكعبة وحواليها.. فلم يكن ذلك تطبيعا ولا استسلاما." كما قال الجفري إن (إسرائيل) "تنظم رحلات مكثفة لليهود من أنحاء العالم لزيارة القدس حتى صار حائط البراق مزدحما بهم وبدأوا يطالبون بتوسعته على حساب المسجد الأقصى الذي صار شبه مهجور من المسلمين بسبب خوف التطبيع." واعتبر رجل الدين الذي يعتبر مقرباً من التيارات الصوفية واشتهر عبر الظهور في عدة برامج تلفزيونية، كان له في بعضها آراء مثيرة للجدل، أنه "ينبغي تشجيع المسلمين والمسيحيين من مواطني الدول الغربية والدول الإسلامية غير العربية على شد الرحل أفواجا مع مرشدين مستوعبين والتنسيق مع المرابطين هناك لترتيب الزيارة للصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة." وبرر الجفري وجود عناصر الشرطة الإسرائيلية حول الوفد الذي كان يضمه، مشيراً إلى أن الأمر غير مستغرب باعتبار أنه كان برفقه الأمير الأردني هاشم (الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني) الذي جاء متفقدا لأعمال الترميم التي تقوم بها الأردن للمسجد وقبة الصخرةة." وختم الجفري بالقول: "وهذا التوضيح حول هذه الجزئية لمرة واحدة ولن أعود إليه مرة أخرى .. فلا وقت لدينا لنضيعه في أمثال هذه المهاترات الصغيرة والقدس يصرخ في وجوهنا قائلا: أما تخجلون؟ " [color=red]زيارة أقباط[/color] على الصعيد ذاته، من المتوقع أن تنفذ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية عقوبة "الحرمان من التناول" ضد العشرات من المسيحيين الأقباط الذين أقدموا على زيارة القدس للاحتفال بعيد القيامة هناك. وقال الأنبا بيسنتي، أسقف المعصرة وحلوان وعضو المجمع المقدس بمصر، لبي بي سي إن فترة الحرمان من تناول الأسرار المقدسة سوف يمتد لفترة طويلة قد تصل لعام. وكان مطار بن غوريون الصهيوني قد استقبل قبل أيام مسيحيين مصريين سافروا (لإسرائيل) بهدف زيارة الأماكن المقدسة المسيحية، والاحتفال بأعياد القيامة المجيدة وأسبوع الآلام. ورفض القسم القبطي بكنيسة القيامة السماح للمسيحيين المصريين بالصلاة داخلها في "الجمعة العظيمة"، وهو ما أدى إلى إثارة غضبهم، حسبما كشف القس ميصائيل كاهن كنيسة القديسة هيلانة التي تمثل الجزء المصري في كنيسة القيامة بالقدس لوكالة أنباء الشرق الأوسط. [color=red]تخفيف القيود[/color] وينادي عدد من الأقباط المصريين بتخفيف القيود المفروضة على زيارة القدس، مشيرين إلى أن الأهداف السياسية لا ينبغي أن تطغى على الجوانب الروحية. وتوقع الناشط القبطي كمال زاخر أن تراجع الكنيسة المصرية هذا القرار عما قريب، خاصة بعد رحيل البابا شنودة الثالث الذي عرف عنه تشدده في هذا الأمر طبقا لظروف معينة. وقال زاخر "توصلت (الكنيسة) بعد دراسة موضوعية لتصحيح هذا الخطأ الذي أصرت عليه لعشرات السنين، فالأقباط، زوار القدس يتوجهون نحو مهوى أفئدتهم ولا يمارسون بهذه العبادة أي نوع من أنواع التطبيع السياسي". ولكن الأنبا بيسنتي، أوضح أن المنع جاء في إطار تنفيذ قرار المجمع المقدس في مصر بعدم زيارة القدس طالما كانت تحت الاحتلال مشيرا إلى أن هذا القرار لم يلغ برحيل البابا شنودة. واضاف الأنبا "كلنا يتفهم أن زيارة القدس مسألة مبهجة جدا فهذه المدينة هي أقدس بقعة بالنسبة للإنسان المسيحي، ولكن هذا لا يعني مخالفة قرار الكنيسة الذي جاء لخدمة الوحدة الوطنية، واحترام حقوقنا العربية". وحتى الآن لا تزال السلطات الكنسية ترهن السماح بزيارة القدس، بزوال الاحتلال الإسرائيلي.