23.52°القدس
23.23°رام الله
21.64°الخليل
27.73°غزة
23.52° القدس
رام الله23.23°
الخليل21.64°
غزة27.73°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

أسواق وأرزاق

67
67
وسام عفيفة

تحولت الشوارع والميادين الرئيسية في كافة مدن قطاع غزة ومخيماته إلى سوق كبيرة تضجّ بالناس، فتبدو الحركة سيرا على الأقدام من الصعوبة بمكان، فما بالكم لو غامرت سيارة واقتحمت تلك الشوارع.

خلال السنوات الأخيرة وعلى أبواب عيد الفطر تتسع البسطات وتتمدد "العرايش" الموسمية بشكل لافت، حتى يظن الزائر أن نصف قطاع غزة باعة والنصف الآخر متسوقون، بينما تتطور وسائل وأساليب الترويج، وأبرز أدواتها مكبرات الصوت وأجهزة الستيريو التي تتحول معها السوق الى مهرجان فني تصدح فيه الأغاني والأهازيج من الدحية وأغاني محمد عساف يتخللها فواصل من نداءات البائع الذي بدوره يقدم وصلة فنية تتضمن غناء ورقص و"شربحة" في الناس: "وتعال وتفرج يا بلاش".

المتأمل في أسواق العيد يكتشف أنها لا تقتصر على التسوّق بقدر ما أصبح للناس فيها مآرب أخرى، باعتبارها طقوسًا احتفالية، تتضمن جولات ترفيهية، أنشطة تفريغ نفسي تحت الحصار، وهي فرصة لتقدير الواقع الاقتصادي في البلد وحال أرزاق العباد، "بعجرها وبجرها"، هي إذًا "شرية وفرجة".

الخليط الذي يشكل أسواق العيد يرسم صورة سريالية لواقعنا، هنا تمتزج رائحة شواء الكبد والطحال، مع العطور ومستحضرات كعك العيد، ألعاب الأطفال تصف حال جيل تربى تحت قصف الطائرات وانفطم على ثلاثة حروب، لهذا يلبي المستورد رغباتهم من الأسلحة الخفيفة بمختلف أنواعها، أما الحلوى والشوكولاتة، بكمياتها الوفيرة فهي تزيّن البسطات، على أمل أن يعلو مذاقها علقم الحصار.

الملابس وباقي السلع تشي بأن غزة هي حارة صينية، وأن الأسواق برغم تواضع أرزاقنا تجتهد أن تستوعب الجميع، الميسورين والمستورين، كما أنها تحاول أن تتسع لتستضيف سلعًا ماليزية وهندية، تنوع يُعبّر عن طموح اقتصادي لا يتوقف عند الحدود والمعابر، وسلوك تجاري أجاد توصيفه المثل الشعبي:" العيد بطلّع المخبا".

في زحمة السوق ينبغي أن نتذكر أصحاب "العين البصيرة والأيدي القصيرة"، خصوصا من نحسبهم أغنياء من التعفف، وليس ممتهني التسول الذين أصبحوا معلمًا أساسيًا في الأسواق، وعلى رأي المثل:" العيد بيلم الأجاويد".