سألني صديق لي عن أكثر الأشياء أهمية في الحياة، تمنحك السعادة والشعور بالذات، فأجبته: اللامبالاة بقصد "التغابي"، التطقيع، التطنيش، الصمت، ولا عـ بالك، بإيش ما قالوا شالوا، هؤلاء بيعيشوا تجالي، وبيقهروا أعداءهم وبالذات مدراءهم في العمل، أو السائقين، أو البائعين، أو زوجاتهم.
وصدق الشاعر قرفان المطقَّعاتي حين قال: ليس الغبي بسيد قومه ولكن سيد قومه المتغابي.
- شو يعني؟ ما فهمتش يعني تكون بليد؟
- يا زلمة فوك عني، يعني تعيش اللحظة وخلاص، كلها ستين سنة على ايش عالطالع بتهري، عالنازل بتهري، عالداخل بتهري، عالخارج بتهري.. حتضيع صحتك وعقلك، وأحبابك عالفاضي، مش حتغير العالم، العيْ عيْ والصَّيْ صيْ... عشان هيك خليك ساكت ومطقع بتقهر الكل وأنت عايش اللحظة.
صدقني بكثيرها وقليلها، بلحمها وعدسها، بفولها وبصلها، راح تمشي الحياة، استمتع مع طفلك، مع أهلك، مع أصدقاءك، وما تظل "مبِّوز" عالفاضي، بتحرق دمك وأعصابك... سهرة شباب، قعدة صحاب، زيارة أحباب، فطور في مطعم، مشي عالرصيف، كله ماشي بس المهم تكون هادئ البال "مرتاح" النفس".