23.52°القدس
23.23°رام الله
21.64°الخليل
27.73°غزة
23.52° القدس
رام الله23.23°
الخليل21.64°
غزة27.73°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

قصتي مع الحجاب(٢) قررت أن أتنقب

34
34
نور التميمي

فرحة القرار الذي لطالما بكيت لأجله حانت وارتسمت ما إن أدركت ركب البالغات التي كنت انتظره بفارغ الصبر فلقد ارتديت الجلباب وأخيراً في ربيعي الثاني عشر من عمري، أذكره جيداً كان لونه كحليا وكانت قصته كما هي جلابيب أمي!!

لم أكترث لذلك حقيقة فأنا لم ارتديه للموضع وإنما لأبعد من ذلك وإنما هي الكلمات التي زرعتها مربيتي في المركز في خاطري "ولباس التقوى ذلك خير" حيث أهدتنا إياها ذات يوم برفقة كرتونة قصتها على هيئة الجلباب.

مضت الأيام وتتالت الأعوام واذ بي بالصف التاسع اتخذ قراراً جديداً مع الحجاب!!

قررت أن أتنقب نعم بدأ مضمار جديد في الحياة، كنت اذهب واعود للمدرسة وتقصدني احدهن في الكلام كلما رآني برفقه صديقاتي حتى طال الأمر جدلاً معهن أني لا أريد رفقتهن بالطريق فأنا لم يكن يرقني الكلام وكنت أنزعج للإعجاب المُلقى بأبهى العبارات على مسمع أذني مع ترديد مقاطع الغناء كلما مررت في قارعه الطريق

ذات يوم حينما عدت للبيت استقبلت أمي بقراري (سوف أتنقب)، لم يكن ذلك هرباً من ذاك الموقف وإنما هو عمق إيمان بأن من تطلب العفاف لا تطرق الباب وحسب وإنما تدخل بيت العفاف وترتع فيه، بقي الأمر معلقاً على دراسة الأمر من أمي وأبي حتى أطل شهر رمضان من ذاك العام، وقمت لمدرستي وتناولت نقاب أمي وخرجت وعندما عدت للبيت طلبت من أمي وأبي أن يباركا لي ويدعوا لي بالثبات وكان ذلك بفضل الله.

وجاء منتصف العام الدراسي وقد حصلت معدلي ٩١.٥ فكنت من أشد الفتيات فرحاً فرفيقاتي اللواتي كُنّ معي منذ صغري وفي شله الأوائل أصبحت من أهم صديقاتهن.

ولا أنسى أن إحداهن بعدما علمت بتفوقي بشرتني بأنها من الغد سترتدي الحجاب وأنها فخورة أن صديقتها الملتزمة بالحجاب متفوقة، كان التحدي كبيراً جداً، فالتميز على صعيد الإيمان والإلتزام الحقيقي والتميز على المستوى الدراسي كانا أهم هدفين في صغري، مضت الأيام ونجحت بالثانوية بفضل الله وانتسبت للدراسة في الجامعة الأردنية بفضل من الله، وبدأ مضمار آخر في حياتي مع الحجاب، ففي الجامعة وجدت الفتيات غير الملتزمات والفتيات الملتزمات، ومشكلتي كانت مع الملتزمات منهن، فلطالما فهمت وتعلمت أن الحجاب (رسالة) بمجرد ارتدائه تنقلين جميع مبادئك وثوابتك للآخر، ساءني جداً الترخص بالألوان مما هبّ ودبّ، الموديلات التي تؤول إلى أن تكون فساتين أفراح، التخصير، وما يزعجني أن ما سبق لا يتوافق مع شرط أساسي بالحجاب "ان لا يكون ملفتا، وان لا يكون للشهرة، وان يكون فضفاضاً".

لست ممن يرى الحجاب بسواده!! وانما الذوق الملتزم المؤمن بفطرته الحقيقية سيهتدي لرسالية الحجاب، ولطهره ولنبله دونما تلوين فاقع، بحجج واهية من هنا وهنا، فالحجاب عنوان عفة وطهارة، بكل هذه المبادئ والمعاني التي حملتها بتربية كثيفة وحثيثة كنت في خط المواجهة العقلية والادبية والذوقية مع كل أخت عرفتها في كنف الدعوة

وشعار تناصحنا "اجلس بنا نؤمن ساعة".

ومضت الأيام وتخرجت من الجامعه لانتقل لحياة عمليه أكثر ابتلاء، وإنما العون فيها الدعاء والنصيحة.