جميعنا لدينا فرص للنجاح لأن لكل منا مواهبه الفريدة، وتدفعنا الحياة لنكف عن التحليق في سماء الأحلام ونهبط بتوقعاتنا إلى أرض الواقع، لكن العظماء كسروا الذهنية التي يفرضها المجتمع عليهم، فهم يسيرون وراء أحلامهم ويحققون عظمتهم بينما يقف الآخرون متفرجين.
ما الذي يميز هؤلاء عن غيرهم؟ هل من صفات مشتركة لدى كل من غيروا وجه العالم وأحدثوا فيه فرقاً؟.. قطعاً نعم. وحتى لو لم تكن تملك كل هذه الصفات الآن، ففي وسعك تعلمها وتطبيقها في المستقبل.
إليكم صفات كل من تخبئ له الأقدار العظمة وتعده بالمجد، بحسب تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست".
هل التواضع من شيمهم؟
معظم الناس يتظاهرون بالتواضع فلا يتراءى لمن يراهم أنهم متعجرفون أو مغرورون، لكن الحقيقة أنهم في دخيلة أنفسهم متكبرون مغرورون شديدو الإعجاب بأنفسهم لأنهم يشعرون أنهم يستحقون حياة أفضل مما هم فيه، بيد أن مشكلة هؤلاء أنهم لا يكدحون سعياً وراء تحسين حياتهم.
أما العظماء فداخلياً متواضعون، وهم كذلك مجدون مثابرون في العمل والتدريب؛ فهم يتعلمون كل ما يلزم تعلمه والإلمام به حول صنعتهم وما من شأنه رفد معلوماتهم وإثراؤها لتحسين أدائهم الوظيفي.
واللاعقلانية من طباعهم
يقول جورج بيرنارد شو "الرجل العقلاني يتأقلم مع العالم، أما اللاعقلاني فماضٍ في محاولاته لجعل العالم يتأقلم معه، ولهذا السبب فكل التقدم في العالم متوقف على هذا الرجل اللاعقلاني".
إن كل من تنتظرهم العظمة لا تصنفهم معايير مجتمعاتهم على أنه منطقيون أو واقعيون أبداً. فبدلاً من تقبل آراء الآخرين والإذعان لها، يبادر هؤلاء لخط درب مسيرهم بأنفسهم وبقرار شخصي منهم، لأنهم من ذلك النوع من الناس الذي يؤمن أن شكل حياتك من بنات أفكارك.
لا يؤمنون بالإلهام
يقول الأديب الأميركي ويليلم فوكنر "أكتب فقط عندما يأتيني الإلهام، ولحسن الحظ أن إلهامي لا يأتيني إلا الساعة 9 كل صباح".
إن كل من يتسلق سلم المجد يدرك أن الحماسة والإلهام ليسا صندوقاً تفتحه متى شئت لتسحب منه متى أردت، فهناك أيام نشعر فيها بالكسل والتراخي والرغبة في النوم أو في الترفيه.
وإياك وتصديق خرافة "حب عملك" القائلة إن من يحب عمله يجده ممتعاً طوال الوقت، لأن الحقيقة أنك مهما أحببت عملك فلابد أن هناك أجزاء منه قد تستثقلها أو أنك قد تشعر بالخمول أحياناً وغياب الإلهام عنك.
إن أدركت كل هذا وتمكنت من تطويع نفسك وتدريبها على المواظبة من دون انتظار الإلهام، فلا شك أنك ستسبق السرب بأشواط.
لا يحيون حياة متوازنة
تقسيم وتنظيم الوقت وأولوياته سيحدد إنتاجيتك وكفاءتك. إن من يسعون لتسلق سلم المجد لا يقضون وقتهم بديموقراطية، بل يجيدون قول "لا" للأمور غير الضرورية، من أجل التركيز على عملهم الأساسي. بالنسبة لهم العائلة والأصدقاء المقربون مهمون طبعاً، لكن من بعدهم لا مجال سوى للعمل والعمل فقط.
يبالغ الكثيرون في أهمية تحقيق توازن بين العمل والحياة، لكن ليس المرء بحاجة إلى إجازة، بل إلى مهنة ينذر لها نفسه ويكرس جهده لها ويتفانى فيها، فمتى وجدت هذه المهنة التي خلقها الله لك وخلقك لها، عندئذٍ لن ترغب أصلاً باستقطاع وقت للإجازات، لأن عملك سيغدو جنتك.
حظهم دائم الابتسام لهم
الحقيقة أن عامل الحظ كثيراً ما يكون حليف الناجحين، والسبب أنهم يعرفون أين يضعون أنفسهم وفي أي موقع كي يحظوا ببارقة الحظ.
هناك نوعان للحظ:
الأول: حظ عشوائي مثل ربح اليانصيب
الثاني: حظ عن سابق إرادة وتصميم، وهو الذي يأتيك بعدما قضيت وقتك في النمو والتعلم والتعارف مع الناس، فعندها يحالفك الحظ وتلتقي بمعلمك المستقبلي أو شريكك في العمل أو مستثمر شركتك.
يقول الشاعر ابن الرومي "إن للحظ كيمياء، إذا ما مس كلباً أحاله إنساناً"، أما التركيب الكيميائي للحظ نفسه فهو فرصة ممزوجة بكثير من التحضير. اعزم أن تكون عظيماً، وسترى حينها أن الفرص ستتهاوى أمام قدميك، لذلك كن مستعداً ومتحضراً كفاية لاقتناص أحدها.
يعرفون أن العلم بالتعلم وأن الخصال الشخصية أمور مكتسبة يمكن تعلمها
بعض الناس لديهم كاريزما وثقة عالية بالنفس كأنما بالسليقة. لكنك إن لم تكن تملك هذه الثقة الغريزية بالنفس مثلهم فهذا لا يعني أنك لا تستطيع اكتسابها وتعلمها. إن كانت تعوزك مهارة الكلام والتحدث، فانضم إلى نادٍ يعلمك فن الخطابة، فهناك مدربون كثرٌ متخصصون بهذا الأمر.
إن كانت لديك بضعة ملكات حباك الله إياها فلا تظنن أنك مقيد بها فقط وأنا إمكاناتك تنحصر فيها وحدها. أبداً لست كذلك، إذ لا حدود لما يمكنك أن تكتسبه وتتعلمه.
يتخيلون نجاحهم كأنهم يرونه رأي العين ماثلاً أمامهم
لاعبو كرة السلة يتلقون تدريباً معيناً لكي يتخيلوا رميات الكرة الحرة وكيف ستسير وأين ستصيب حتى من قبل أن يرموا بها أصلاً.
لاعبو الغولف كذلك معروف أنهم يتخيلون مسار اللعبة كلها ورمياتهم وضرباتهم كلها من بداية المباراة وحتى آخرها، كل ذلك داخل مخيلتهم وقبل أن تبدأ المباراة من أساسها. قدرتك على تخيل النجاح وإيمانك به سيقودك حتماً إلى قدرك.
لعل من أصعب تفاصيل هذه الصفة الإيمان المطلق بقدرتك على تحقيق هذا الخيال الجامح لأن الشك كثيراً ما يتسرب إلى القلب، لكن المثابرة المصحوبة بالعمل الدؤوب والتدريب تصنع المعجزات وتحول الخيال إلى حقيقة.
يطرحون أسئلة رائعة
يقول روبرت كيوساكي رجل الأعمال الأميركي ومؤلف كتب التدريب والتنمية الذاتية "لا تقل لنفسك لا أستطيع دفع الثمن، بل اسأل نفسك كيف أستطيع دفع ثمن الشيء. تحدّ نفسك بطرح الأسئلة بدلاً من الإذعان والاستسلام بقولك لا أستطيع، فذلك خير لك وأفضل، لأنك ستبحث عن الحلول وستجدها في أماكن لم تكن تحسب أن تجد حلولك فيها".
كل العظماء يعرفون أن لكل مشكلة حلاً طالما أنهم يطرحون الأسئلة بالشكل الصحيح، فمعظم الناس يصابون بشلل في التفكير عندما يقعون في مأزق، فيستسلمون لليأس ويتحطمون. أما إن أردت المجد فجد سلم المجد وتسلقه. كيف؟ بطرح الأسئلة الصحيحة على نفسك.
لا يفشلون أبداً!
هم لا يؤمنون بالفشل أصلاً، فكيف يفشلون؟، ففي نظرهم كل زلة أو سقطة أو غلطة يرتكبونها هي مجرد تجربة يخرجون منها بنتائج واستنتاجات وأبحاث قابلة للاختبار من جديد، فإن لم تخرج التجربة بالنتائج المرغوبة فهذا ليس فشلاً، بل يعني ببساطة أن فرضيتك غير مصوغة بطريقة سليمة ويلزمها تعديل بناء على مخرجات التجربة الحالية.
الباحث المحنك يستمر بإجراء التجارب إلى أن يتوصل إلى الاكتشاف العظيم المذهل. أما الفشل فتعريفه: التخلي والتوقف عن البحث عن إجابات.