تلقى معتز الطاهر الطالب في كلية الهندسة في جامعة النجاح بنابلس اتصالا هاتفيا من شخص عرّف نفسه بأنه ضابط مخابرات صهيوني وطلب منه الحضور في اليوم التالي للمقابلة في معسكر "حوارة" قرب نابلس، لكن الطاهر رفض التعاطي مع الاتصال، ليتفاجئ فجر اليوم التالي (أمس الاثنين 9/4) باقتحام قوات الاحتلال لمنزله، وتهديد ذويه بسبب عدم ذهابه لمقابلة. ونقلت مؤسسة التضامن الدولي عن الطاهر قوله: "اخبرني المتصل أن علي الذهاب لمعسكر حوارة لمقابلته، فقلت له إن هذا ليس أسلوب دولة، ومنزلي معروف أين يقع، لذلك إن أردتني فابعث لي ببلاغ رسمي، وقمت بإغلاق الهاتف"، وأوضح أنه اعتقد في البداية أن هذه المكالمة هي مجرد مزحة من أحد أصدقائه ولم يأخذ الأمر على محمل الجد. وأشار الطاهر إلى انه لم يكن موجودا في منزله لحظة اقتحامه وأن ضابط المخابرات أجبر والده على الاتصال به وقال الضابط على مسمع معتز: "قل لابنك أننا جئنا إلى هنا لان ابنك لم يكن مؤدبا في كلامه معنا، وبأننا سنتصل به خلال اليومين القادمين ليأتي لحوارة للمقابلة". ولفت إلى أن والدته (57 عاما) أصيبت بحالة توتر شديد نجم عنه تشنج في الأطراف استمر لأكثر من ساعة بعد انسحاب الاحتلال من المنزل. وكانت والدة الطاهر قد فقدت احد أطرافها خلال اعتقال سابق لنجلها لدى الاحتلال، حيث تعاني من مشاكل في الدورة الدموية ولا يصل الدم إلى الأطراف بشكل جيد. وسبق أن تعرض الطاهر في مرتين سابقتين لعمليتي ابتزاز من قبل جهاز المخابرات الصهيوني من اجل التعاون معهم مقابل تمكينه من السفر إلى خارج فلسطين في المرة الأولى، ومقابل السماح لوالدته بتلقي العلاج في إحدى المستشفيات الصهيونية في المرة الثانية. كما أن العديد من طلبة جامعة النجاح تعرضوا خلال الفترة الأخيرة لمواقف مشابه كما حصل مع الطاهر، حيث تفاجئ طالبان (فضلا عدم ذكر أسمائهما) باتصال احد ضباط المخابرات على هواتفهما النقالة طالبا منهما الذهاب في اليوم التالي إلى معسكر حوارة من اجل مقابلة جهاز المخابرات.