24.07°القدس
23.74°رام الله
22.19°الخليل
28.09°غزة
24.07° القدس
رام الله23.74°
الخليل22.19°
غزة28.09°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

دراما تركية

16
16
وسام عفيفة

لم يقتصر اقتحام الدراما التركية لحياتنا على موجة متواصلة من المسلسلات المترجمة استحوذت على شاشات وعقول المشاهدين خلال السنوات الأخيرة، بل أصبحت تركيا حاضرة بسياستها ورموزها وانقلابها وتجربتها، تتربع بقوة في دائرة اهتمامنا سواء على المستوى العربي عموما او الفلسطيني على وجه الخصوص.

هذه المرة الدراما التركية تخطت قصص العشق الممنوع والمسموح، ونقلتنا الى واقع الصراع والصدام، بما يحمل من تشويق واثارة تفوق حبكات المسلسلات التركية، فيما طغت صورة اردوغان على صور أشهر أبطالها: عاصي ومرام ومهند ونور.

كما تكشف الاستجابة الشعبية مع احداث تركيا على وقع الانقلاب الفاشل أن الدراما التركية بخيرها وشرها نجحت في ترويض العقلية العربية مسبقا لاستيعاب تركيا الجديدة التي رسمتها الشاشة الصغيرة مستوحاة من عبق تاريخ الإمبراطورية العثمانية ثم الدولة الحداثية التي تقترب من صورة الدول الغربية ولكن بمسحة شرقية، الى جانب بصمات دينية تركت آثارها عميقا على وجه إسطنبول وأنقرة بمساجدها ومآذنها.

التفاعل والمتابعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما يحدث في تركيا قدما إشارات نفسية واجتماعية للمواطن العربي الذي يتوق لقائد صاحب صورة وكاريزما تجمع بين الحكمة والشجاعة من جانب، واللمسة الإنسانية والعاطفية من جانب آخر ويفتقدها اليوم على خريطة الوطن العربي، بينما نجح اردوغان في تجسيد بعض منها في الساعات العصيبة التي مرت بها تركيا منذ يوم الجمعة.

الهجوم الذي يتعرض له اردوغان من أقلام فلسطينية وعربية والانتقادات المبنية على اتهامات مرسلة هي تعبير عن حالة من الغيرة والمناكفة، وادعائهم القلق والخوف على مستقبل الديموقراطية في تركيا تفنده مرجعياتهم السياسية، وحاضناتهم المالية، وخلفياتهم الأيديولوجية، فهم أبواق الدعاية السوداء، والمدافعون عن الشذوذ السياسي، وأكثر من يمارسون الإقصاء ويعانون من عقدة عدم قبول الآخر خصوصا إذا كان إسلاميا، وهم من يزينون لنا "الأراجوزات" باعتبارهم أعمدة الشرعية والوطنية.

اردوغان وجماعته ليسوا "من باقي عائلتنا"، لكنهم أشرف من البعض الذين يحملون معنا نفس جينات الهوية، ينقلبون على حقوقنا، ويعبثون بمقدراتنا، ويحاصرون أحلامنا، ويشوهون تاريخنا وحاضرنا، ينطبق عليهم المثل: "في الوجه مرايا وفي القفا حربايا".