19.69°القدس
19.82°رام الله
18.3°الخليل
25.53°غزة
19.69° القدس
رام الله19.82°
الخليل18.3°
غزة25.53°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

الطموح والسعادة نقيضان.. فكيف تخلق التوازن بينهما؟

main_280
main_280

العلاقة بين الطموح والسعادة معقدة جداً وغير واضحة رغم الدراسات العديدة التي حاولت رصد تأثير كل واحدة منها على الأخرى.

عدد كبير من الأشخاص يؤمنون بأن النجاح يمنحهم السعادة، لكن العلماء أكدوا أن السعادة تعزز فرص النجاح وليس العكس. في المقابل فإن دراسات أخرى تؤكد أن الطموح ومحاولة تحقيق النجاح يمكنهما أن يجعلا الشخص تعيساً.

باختصار فإن النظريات العلمية والتجربة الشخصية تؤكد أن الطموح وملاحقة النجاح تلو الآخر أو محاولة جني المزيد من المال يمكنها في الواقع أن تجعل الشخص يختبر رحلة لا نهاية لها وبالتالي التعاسة.

لكن في المقابل انعدام الطموح يعني العيش على الهامش، واختبار مشاعر الإحباط وأن الفرد لا قيمة له حتى ولو كان سعيداً في حياته. كل فرد يحتاج إلى إنجازات ساحقة في حياته، وإلا كانت خالية من الأحلام والسعادة الناجمة عن تحقيقها.

فكيف يمكن تحقيق التوازن بين هدفين على ما يبدو يؤثر كل واحد منهما سلباً على الآخر؟

عدم التركيز على الهدف

نعم قد تبدو نصيحة غريبة لكن المشكلة في التركيز على الأهداف أنها سلسلة لا نهاية لها بتأثير محدود. إن لم تحقق هدفك فستشعر بالتعاسة، في المقابل وفي حال قمت بتحقيق الهدف فحينها ستشعر بالرضا وإنما لفترة قصيرة جداً؛ لأنه عاجلاً أم أجلاً سيقوم أحدهم بإنجاز ما أفضل مما حققته، وستبدأ بمقارنة نفسك به، وستخرج خاسراً. فما البديل هنا؟

البديل هو التركيز على آلية التنفيذ بغض النظر عن النتيجة. بطبيعة الحال أي وظيفة في العالم قائمة على طريقتك أو مقاربتك في إنجاز العمل، والتي تؤدي إلى النتيجة النهائية. فكيف يمكنك معرفة ما إن كان تركيزك هو على الآلية وليس الهدف؟

اطرح على نفسك هذا السؤال «لو قمت بإنجاز مهمة هامة ما ولا يمكنني إبلاغ أي شخص بأنني قمت بإنجازها، فهل سأقبل القيام بها»؟ إن كان جوابك الرفض فهذا يعني أن كل ما يهمك هو الهدف وليس الآلية.

اختر الأصدقاء بعناية

نصيحة هامة جداً؛ لأنها تساعدك على تجنب المنافسة غير الصحية. إن كان محيطك في العمل أو حتى في حياتك الاجتماعية يعيش هوس الوصول إلى المنصب هذا أو اللقب هذا، فستجد نفسك تدخل هذا المنافسة رغماً عنك.

هذا الهوس مدمر؛ لأنه يركز على القشور كما أن من يلاحق هذا الهوس لا يشعر بالاكتفاء على الإطلاق، فإن حقق المنصب الفلاني فسيشعر بالغيرة ممن حقق مناصب أعلى، ويسعى إليها وهكذا لا يشعر لا بنشوة النجاح ولا بالسعادة.

التنويع هويتك

في الاستثمار لا يقوم الشخص بتوظيف كل ماله في مجال معين؛ لأن ذلك أسرع طريق إلى الإفلاس. الأمر نفسه ينطبق على الطموح، عليك ألا تحصر طموحك في مجال معين دون غيره. التركيز على هدف واحد أو تحديد مسار حياتك في مجال معين دون غيره سيجعلك تقارن نفسك بالآخرين في مجال عملك بسهولة تامة.

الأفضل هو ملاحقة مجموعة متنوعة من الأهداف شرط أن ترتبط جميعها بمجال عملك وبما تعرفه؛ كي لا تفشل بشكل ذريع. حينها ستتمكن من معرفة نقاط قوتك وضعفك. الإستراتيجية هذه لا تتعلق بالعمل فقط، بل تمتد لحياتك الاجتماعية والشخصية والهوايات وحتى الانتماء السياسي.

كلما تمكنت من خلق التنوع في توجهاتك كانت شخصيتك مميزة ويصعب مقارنتها بالآخرين. الرضا عن الذات يؤدي إلى النجاح والسعادة.

لوحة القيادة لا لوحة القادة

تعامل مع حياتك كما لو كنت تنظر إلى لوحة القيادة، كل مؤشر فيها يجعلك تدرك حجم تقدمك لما تفعله ولما تحققه. في المقابل لوحة القادة هي تلك المساحة السلبية القائمة على مبدأ مقارنة الأشخاص وتقييمهم وفق معايير غير ثابتة أو واقعية. الفرق هنا هو أنك حين تراقب عملك وإنجازاتك فأنت تركز على شخصك، بينما إن كان السعي هو الدخول في معمعة المناصب والألقاب فيجب أن تركز على الآخرين.

سمكة كبيرة في بحيرة صغيرة

بطبيعة الحال إن تمكنت من أن تكون من بين الأفضل في مجالك في مؤسسة ضخمة فهذا يعني أنك حققت خطوة عملاقة نحو النجاح والسعادة. لكن أحياناً التواجد في مؤسسات أصغر أفضل على المدى البعيد. على سبيل المثالي مبرمج بارع جداً في سيلكون فالي لن يمكنه مهما فعل من تحقيق نجاحات أكبر من تلك التي حققها مارك زوكربيزغ مثلاً. لكن لو كان في مكان آخر فهو سيحقق الكثير وسينجح وسيجد سعادته التي يفتقدها هناك.

في بداية حياتك المهنية عليك أن تختار مكان إقامتك في المدينة التي تتواجد فيها الشركات الكبرى المتعلقة بمجال عملك. الهدف هنا هو تعلم كل ما يمكنك تعلمه، لاحقاً قم باستغلال هذه المعرفة واختيار العمل في مؤسسات غير ضخمة وشق طريقك صعوداً.

الغالبية وفور تخرجها تضع عينها على الشركات الضخمة وأي وظيفة في مكان آخر تجعلهم يشعرون بالتعاسة؛ لأنهم لم يحققوا حلمهم. هذه المقاربة خاطئة جداً؛ لأن الطموح يبدأ بخطوات صغيرة والسعادة مرتبطة بحجم الرضا عن الذات.