أصبحت أخبار حوادث السير المؤسفة في غزة والضفة الغربية لا تفارق الصحف لكثرتها وكثرة الخسائر الناتجة عنها، ولم يعد بالإمكان السكوت أكثر على هذا الوضع المخيف لكثرة الأرواح التي تزهق بسبب الاستهتار والسرعة الزائدة والأعطال غير المتوقعة، وكذلك بسبب غياب الحلول الناجعة في علاج المشكلة، ولهذا يجب اتخاذ إجراءات وتدابير من أجل إنقاذ الأرواح وتخفيف الخسائر قدر الإمكان.
قبل أكثر من عام كنا نعاني في محافظة قلقيلية من كثرة الحوادث على شارع يربط بين المدينة وإحدى القرى المجاورة لأن الشارع فيه تعرج شديد دون مراعاة البعض لخطورته مما أدى إلى وقوع حوادث بشكل غير طبيعي حتى تم وضع مطبات لتخفيف سرعة المركبات فانخفضت الحوادث بنسبة تفوق 90% دون مبالغة.
قد يستهجن البعض مقارنة شارع في مدينة صغيرة مثل قلقيلية وشارع صلاح الدين في قطاع غزة وأنا أعذر من يفعل ذلك، ولكن إذا كان شارع صلاح الدين على سبيل المثال لا يمكن ضبطه وتخفيف الفوضى المرورية فيه إلا بوضع مطبات فليكن، وإذا لم تكن هناك رادارات وإشارات مرور كفيلة بإنهاء المشكلة فلتكن المطبات هي الحل حتى لو قيل إنها تشوه الصورة الراقية لشارع صلاح الدين أو غيره، علما بأن الشوارع الخارجية في الضفة الغربية فيها الكثير من المطبات التي ساهمت في التخفيف من حوادث السير، حيث توضع هذه المطبات قبل الطرق المتعرجة وكذلك بالقرب من المداخل الفرعية إلى المدن والقرى المنشآت.
ومما قد يخفف من حوادث السير والكوارث التي تحدث على شوارعنا هو تشديد العقوبات على المستهترين ممن يقودون مركباتهم بسرعة جنونية أو حتى فوق الحد المسموح به أو أولئك الذين يستخدمون الهاتف النقال أو يخالفون قانون السير بأي شكل من الأشكال، وما المانع من حبس شخص يشكل خطرًا على حياة الآخرين؟ ولماذا لا تسحب رخصة القيادة إلى الأبد من كل من يتسبب بحادث سير؟، ناهيك عما يستحقه من يقودون بدون رخصة أو يقودون مركبات ثبت أنها غير صالحة للبقاء في الشارع، وكذلك يجب ضبط حركة المشاة والدراجات النارية والتكتك والحيوانات والعربات التي تجر بها، وخلاصة القول إننا بحاجة إلى تدابير عاجلة وملموسة حتى تعم الطمأنينة والأمان في شوارعنا.
