23.52°القدس
23.23°رام الله
21.64°الخليل
27.73°غزة
23.52° القدس
رام الله23.23°
الخليل21.64°
غزة27.73°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

الفدعوس

8
8
وسام عفيفة

يبلغ موسم الأعراس ذروته هذه الأيام، فيما تحتل الزفة مساحة واسعة في المشهد الاجتماعي والسياسي سواء زفة الزواج أو زفة الانتخابات المحلية.

في زفة العريس ينطلق الموكب نحو صالة الأفراح، حيث تحتل السيارات المسارين على الطريق ما يضطرنا للتحرك ضمن طابور يسير ببطء، فلا تشفع لنا كل "زوامير" السيارات بالمرور، وقد يستمر الأمر عدة كيلو مترات على هذه الحال.

الغريب أن موكب السيارات يمر على نقاط لشرطة المرور دون تدخل لإخلاء أحد المسارين كي تتمكن سيارات المواطنين "الذين ليس لها لا ناقة ولا جمل" من العبور خصوصا من أصحاب الحاجة والضرورة.

الاستفزاز يتصاعد مع حرارة الجو، عندما يجبرك حظك العاثر على مشاهدة شبان وقد خرجوا من شبابيك السيارات أو اعتلوها وهم يتراقصون ويتمايلون، وكأنهم يتعمدون إغاظتك ورسالتهم: "ستسير خلفنا، وتحضر زفتنا، وينسم بدنك برقصنا، ورجلك فوق رقبتك".

وحتى لا يخطئ فهمنا دعاة الحريات، ورعاة الرقص الشرقي الذي أصبح جزءا من ثقافتنا بعد افتتاح مدرسة لتعليمه في رام الله، فإن الاعتراض يتركز حول تقييد حريتي أنا كمواطن وحقي في الطريق العام، وألا أكون جزءا في فرقة الفدعوس، أو خلفية في صورة سلفي للعريس وحبايبه، وعلى العموم الله يهني سعيد بسعيدة.

في زفة الانتخابات وجدت الفصائل نفسها مضطرة لدعوة ممثلين عن العائلات الكبيرة أو مستقلين للمشاركة في العرس، واتضح ان المهمة ليست سهلة في ظل الانقسام، وارتفاع نسبة المغارم مقابل المغانم.

أما حركة فتح فقد انتقل "الفدعوس" إلى داخلها، وبدأ الطبل والزمر على وقع قرارات الفصل الداخلية التي دشن الرئيس محمود عباس بها دعايته الانتخابية، وهي امتداد لطريقته في الزفة والعراضة ضد جميع خصومه داخل وخارج فتح.

من المشاهد الأخرى ظهور تردد وإحجام لدى البعض عن المشاركة في زفة الانتخابات، وأبرزهم حركة الجهاد الإسلامي، في حين تجتهد بعض الشخصيات المستقلة في تشكيل قوائم رغم قناعتهم أنهم لن يجتازوا نسبة الحسم، لكن ما يهمهم ان يخرجوا بصورة سلفي انتخابية مع القوائم على غرار العريس وحبايبه.

في النهاية المثل الشعبي يجمل الحالة السياسية والاجتماعية بعد الزفة: للعروسة للعريس والجري للمتعيس".