إن أكبر طامة نعيشها اليوم بعد 70 عاماً من الاحتلال والتضييق والتضحية والمعاناة أن نبتلى في أخلاقنا، آلاف الأسئلة أطرحها يوماً على رأسي قبل النوم... من نصَّب هؤلاء علينا قادة؟ ولماذا لا يتغيرون؟ وهل هذا وطن أم مدينة صناعية لعشرات الشركات الخاصة للمسئول الفلاني وأبناءه والمسؤلة الفلانية وأبنائها؟ ومن سمح لهؤلاء التحكم في أرزاق الناس؟ وكيف انتقلنا من مشروع تحرر وطني منذ انطلاق الثورة لمشروع مساعدات و"شحاتة"؟ ثم إلى متى سيستمر هذا الحال؟ ومتى سيحدث التغيير؟ ولماذا لا يشبع المسئولون بالرغم من ملايين الدولارات التي شفطوها ونهبوها وأسسوا ما أسسوا لحسابهم الخاص؟ والسؤال الأسوء الذي أطرحه أين الأمة العربية والإسلامية مما يحصل في غزة والضفة الغربية؟

أكثر النتائج مرعبة في غزة ليست المتعلقة بامتحانات الثانوية العامة أم قبول الدورات التدريبية أو البطالة أو الوظيفة بل هي أن تفتح حسابك الالكتروني فترى نفسك محروم من الراتب، أنت وعائلتك وأولادك بالرغم من استمرارك في رأس عملك... أظن أن الجميع يضحك علينا تماماً، حتى الذين يريدون دعم غزة وأهلها يخافون، ما هذا الظلم؟

3000 اسم مقطوعة رواتبهم على وجه العيد، وقبلهم العساكر الذين يوفرون الأمن والأمان لنا ولأبنائنا.... ليس لشيء سوى أنهم يريدون خدمة وطنهم، وعملوا سنوات ماضية بنصف راتب وربع راتب ودون راتب، وصمدوا في الحرب والحصار والمعاناة، ورئيس السلطة ومن معه ولا عبالهم.

هؤلاء الذين قطعت رواتبهم والممنوعون منهم يجب أن تعلق أسماؤهم على لوحات شرف وتقدير، وتدون في كتب التضحية والعطاء كأفضل النماذج الحديثة والمعاصرة لحركات التحرر، بدل أن نضع أسماءً مخنثة في لوحات الشرف الفلسطينية الرسمية.

وفي نهاية الأمر تذكرت مقولة شهيرة "إن أهم سبب لنجاح حركات التحرر هو عدم الاستسلام".