ما ان فتحت باب السيارة حتى قابلتني لوحة صغيرة على باب بيت مكتوب عليها "دار الهندسة"، ربع ساعة حتى فتحت باب السيارة مرة أخرى للنزول على لوحة أخرى مكتوب عليها "ملك البطيخ"...
قصة "دار الهندسة" مركز لتصميم الديكور والمقاولات، وقصة ملك البطيخ -كأحد الملوك في غزة يحاول إلصاق العرش الملكي للبطيخ عليه-، وما بين الموقعين السائق لم يبق ولم يذر...
قال السائق المظفر: "نفسي أعرف شو ضل إلنا في هالعيشة.. فلوس وشبعنا، من 93 وهي بتتسقوط علينا من أوروبا وأمريكا والعرب واليابان...، طيب وبعدين؟! لا مصانع زي الناس، ولا شغل، ولا معابر، ولا دولة... بدوش يحل عن بوزنا هاظ إلي اله من عشرين سنة "ملبط".
يا عمي خلاص فرطت، ما ضل غير الكرامة، والله لو تجيني نحمل البواريد والبلطات من كل الدنيا كفلسطينية ونعمل "بلقان" في العالم، ما هي خربانة وخربانة، من الأردن ومصر ولبنان ونخش عالحدود، القصة فرطت، لوقتيش بدنا نضلنا نلمع في الكنادر إلى عنا، لوقتيش بدنا نضلنا نحط يود على جروحنا....
كان لازم أدخل على الخط لأوضح له بعض الأمور: ضحكوا عليك وقالوا لك دولة، استقلال، سنغافورة، ويل ديزني، قطارات مطارات طيارات، وفي الأخر قعدت على دولة بدون عضو حتى؟؟ خدعوك وفسخوك وبلعوك وسجنوك وقمعوك... ايش في كمان بينتهي في "أووك" شوف حبيبي كلمة ورد غطاها، يا بنعيش بكرامة يا بلاها هالعيشة...
هو "البيض بينقلى بضراط" لا يا صديقي؟؟ هو في حركة تحرر راحت تشحد دولة من العالم؟ زنادك جنبك وفكنا من قصص "الشحتة" إلي بدو يلاقينا في الميدان يلاقينا....
