أحيا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يوم الأسير الفلسطيني بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، وسط دعوات للمقاومة بأسر جنود صهاينة لتحرير الأسرى في ظل انسداد جميع الطرق لتحريرهم. فقد اعتبر د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني يوم الأسير الفلسطيني والذي يوافق اليوم بداية لانتفاضة ثالثة تنتهي بتحرير كل الأسرى من السجون، محملاً الكيان الصهيوني المسئولية الكاملة عن حياة الأسرى. وشدد بحر خلال كلمة له في اعتصام نظمته لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أمام مقر الصليب الأحمر بغزة الثلاثاء 17/4/2012م، على أن الطريق الوحيد لتحرير الأسرى من السجون هو المقاومة ولا شيء غيرها، مؤكداً مطالبته لفصائل المقاومة بتحرير الأسرى رغماً عن الاحتلال بصفقة تبادل جديدة. [title]شعب موحد[/title] وأشار النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إلى أن الشعب الفلسطيني موحد خلف قضية الأسرى، محملاً الاحتلال الصهيوني الذي يعتبر نفسه فوق القانون المسئولية الكاملة عن حياة الأسرى، مضيفاً: "عليك أن تستجيب لمطالب الأسرى وعليك أن ترحل عن أرضنا ومقدساتنا". وعدَّ بحر يوم الأسير الفلسطيني هذا العام يوم تاريخي في القضية الفلسطينية، داعياً الشعوب العربية والإسلامية، والشعوب الأوروبية، والمؤسسات الحقوقية، لتسيير مسيرات واعتصامات أمام السفارات الصهيونية في العالم لإجبار الاحتلال على الانصياع لمطالب الأسرى، وخص كل من الشعب المصري والأردني. [title]صمت دولي[/title] بدوره، استنكر هشام عبد الرازق عضو المجلس الثوري لحركة فتح صمت المؤسسات الدولية والصليب الأحمر حيال الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأسرى في السجون الصهيونية. وأوضح عبد الرازق بأن الأسرى يخوضون معركة الأمعاء الخاوية نيابة عن الشعب الفلسطيني، داعياً العرب والمسلمين وأحرار العالم لدعم قضيتهم، ونصرتهم أمام العالم. وشدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح على ضرورة إنهاء معاناة أهل غزة المحرومين من زيارة أبنائهم في السجون، مضيفاً: "لا يعقل أن يستمر هذا المنع إلى هذا الوقت خاصة بعد خروج شاليط". ودعا بعد الرازق الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية للاجتماع في غزة أو أي مكان مناسب لتوحيد الصفوف من أجل خدمة قضية الأسرى، داعياً إلى برنامج عمل مشترك تتبناه الفصائل لتحقيق الأهداف الوطنية. [title]الأمة غير معذورة[/title] من جانبه، أكد د.عطاالله أبو السبح وزير شئون الأسرى والمحررين أن الأمة العربية والإسلامية غير معذورة في عدم نصرتها لقضية الأسرى، داعياً لأوسع حملة تضامن معهم. وأشار أبو السبح إلى أن الشعوب العربية التي أطاحت بطواغيتها قادرة على أن تلجم الاحتلال الصهيوني، وتردعه عن ممارسة السادية الظالمة بحق الأسرى، مشدداً على أن نهاية الكيان الصهيوني باتت قريبة جداً. [title]تضامن دولي[/title] وفي ذات السياق، دعا الأسير المحرر عمار الكعبي إلى عدم التعويل على حسن نية الاحتلال في إطلاق سراح الأسرى، لأنه لا يضمر لهم إلا كل سوء، مضيفاً: "نحن نثق بأن حريتهم قادمة لا محالة". وطالب المحرر الكعبي بحركة جماهيرية واسعة في الشارع من أجل نصرة الحركة الأسيرة، إضافة إلى العمل الجاد لتجنيد أكبر تضامن دولي مع القضية يسنده صوت فلسطيني موحد. أما عميد الأسرى الأردنيين المحرر سلطان العجلوني فأوضح أن عواصم كل من مصر، والأردن، وتونس، وجنوب أفريقيا تشهد فعاليات تضامنية مع الأسرى أمام السفارة الصهيونية، معتبراً أن قضيتهم أصبحت في مقدمة أوليات الأمة العربية والإسلامية. وشدد العجلوني على أن الطريق الوحيد لتحرير الأسرى هو المقاومة المسلحة، وقال للاحتلال: "والله إنكم تعلمون أن بقاءكم في بلادنا طارئ، فأعدوا القوارب لترحلوا أو أعدوا القبور لتدفنوا". ينتفض الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لنصرة أسراه داخل السجون، في رسالة واضحة أن قضية الأسرى توحد جميع الفصائل والقوى، ولكن يبقى صمت المؤسسات الدولية والحقوقية تجاه قضيتهم أمر مريب يستلزم وقفة جادة من أحرار العالم.