24.07°القدس
23.74°رام الله
22.19°الخليل
28.09°غزة
24.07° القدس
رام الله23.74°
الخليل22.19°
غزة28.09°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

موسم الكوتات

32
32
وسام عفيفة

جرت العادة في كل عام على أبواب موسم الحج أن يتم تفعيل نظام الكوتات بمختلف أنواعها وتشكيلاتها سواء فصائلية .. مناطقية .. مصلحية .. إعلامية... الخ، وفي زمن تقسيم المقسم ينتقل الصراع على الحصة داخل الكوتة الواحدة لنيل جائزة الوصول للحجر الأسود اعتمادا على مواقع النفوذ والمصالح والشلاليات، مع رشة من السحيجة والأعوان وطاقم من الكاميرات، لزوم الفشخرة والدعاية الدينية.

المفارقة الغريبة انه للفوز بعضوية كوتة أو بعثة حج يتم اعتماد نظرية ميكافلي: "الغاية تبرر الوسيلة" بعضهم يطوف على أصحاب الحظوة والقرار حتى اذا ما وصل الى البيت الحرام ارتدى ملابس الاحرام، ثم طاف حول الكعبة ولبى: "لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك".

ورغم أن الحج وهو خامس أركان الإسلام تضمن شرط الاستطاعة تخفيفا على عباده، إلا ان البعض فهم "من استطاع اليه سبيلا" على طريقته من خلال اتباع سبل "سلبطة وعلبطة " وسلب حق الغير، ليس لتأدية مناسك حجة واحدة بل لزيادة عدد حجاته كي يدخل بها سجل غينس للأرقام القياسية، وقد تحول مفهوم العبادة لديه كما يصفه المثل الشعبي: "حجة وفرجة".

وهكذا أصبح لدى حجاج الكوتة فهم خاص "للفهلوة"، يرتكب أحدهم بمقتضاها، "السبعة وذمتها" من أساليب اللف والدوران، على اعتبار أن كوتة الحج تضمن له أن يعود كما ولدته أمه بمجرد الانتهاء من تأدية المناسك، فيما تنتظره عند عودته شهادة حسن سير وسلوك مكتوبة على لافتة طويلة: "حج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور".

عندما تغيب الشفافية، ويتحكم المتنفذ، وتنحى العدالة، لتأدية عبادة تقربا" للحكم العدل"، تصبح طرفة من طرائف هذا الزمان في موسم الكوتات حتى لو تعلق روادها بأستار الكعبة، وعلى أي حال "الله عارف مين اللي دفع".