قالت صحيفة المصريون أن واشنطن أبلغت القاهرة استياءها الشديد من حالة الفتور التي تحكم العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، خاصة مع رفض القاهرة استقبال أي مسئول إسرائيلي خلال الفترة الأخيرة، وعدم التعاطي بالشكل المأمول مع ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس". وأفادت مصادر مطلعة، أن واشنطن طالبت القاهرة بضرورة تجاوز حالة البرود هذه لكونها لا تسهم في تعزيز حالة الاستقرار الهش بالمنطقة، ولا يوفر المناخ الإيجابي لإعطاء الجهود والمساعي الأمريكية دفعة لاستئناف مسيرة التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل، في المستقبل المنظور. من جانبها، أنحت مصر باللائمة على الاحتلال جراء موقفه تجاه العديد من القضايا، الأمر الذي لا يشجع على حدوث تقارب في العلاقات معه، في ضوء عرقلته جهود رفع الحصار عن قطاع غزة المستمر منذ أكثر من أربع سنوات، وعدم التعاطي مع جهود مصر لإبرام صفقة تبادل الأسري مع "حماس"، علاوة على رفضه تعديل أسعار تصدير الغاز المصري . لكن مصر تعهدت مجددًا باحترام اتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل، ونفت عزمها إعادة النظر في الاتفاقية أو السعي للبحث عن أطر جديدة للعلاقات المصرية الإسرائيلية، مطالبة واشنطن بالتدخل لدى الحكومة الإسرائيلية للكف عن تبني مواقف عدائية من مصر، ووضع العراقيل أمام مساعي الفلسطينيين لانتزاع عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جهته، أقر الدكتور طارق فهمي الخبير في الشئون الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بأن العلاقات المصرية الإسرائيلية تشهد حالة من البرود لم تشهدها منذ فترة طويلة، الأمر الذي أقلق إدارة باراك أوباما. وأضاف لـ "المصريون"، إن حالة الفتور هذه أثارت أجواء من التشاؤم في أوساط الإدارة الأمريكية إزاء إمكانية عودة العلاقات المصرية الإسرائيلية لما كانت عليه إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك، والذي شكل لإسرائيل طيلة وجوده بالحكم الضمانة الأساسية للحفاظ على اتفاقية السلام معها. وكشف أن مصر تحفظت بشدة خلال الفترة الماضية على مساعي التقارب من جانب وزراء ومسئولين إسرائيليين رفيعي المستوي، بالرغم من إشاراتهم التي تضمنت تعهدات بحدوث تغيير كبير في إدارة ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية في المستقبل، كبادرة على فتح صفحة جديدة بين الجانبين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.