23.3°القدس
23.01°رام الله
22.66°الخليل
26.54°غزة
23.3° القدس
رام الله23.01°
الخليل22.66°
غزة26.54°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

على طريق العودة (3)

عصام عدوان
عصام عدوان
عصام عدوان

عندما لم تكن حدود فلسطين المحتلة محصّنة، حيث لم تكن دولة الاحتلال عند نشأتها جاهزة ولا قادرة على تحصينها لضعفها السكاني، قامت دول الطوق العربية بمنع الفلسطينيين من العودة إلى بلداتهم المحتلة، كما حرمتهم من أي تدريب عسكري أو تسليح، ومنعتهم من مهاجمة دولة الاحتلال اليهودي لفلسطين. تلك كانت جريمة مكتملة الأركان تصب في صالح الأنظمة العربية التي حرصت على إثبات جدارتها بالحكم لدى مسئوليها الأوروبيين، كما تصب في صالح الكيان الغاصب الوليد. لقد منحته هذه الجريمة الوقت الكافي ليضاعف مستوطنيه، ويبني قواته وتسليحه، ويحصِّن حدوده إلى قدر ما.

لقد أثبتت عمليات الفدائيين الفلسطينيين في أوائل الخمسينيات أن حدود فلسطين المحتلة لم تكن محصَّنة، فقد نفَّذ فدائيو الإخوان المسلمين عملياتهم عبر حدود قطاع غزة وعبر حدود الضفة الغربية، تماماً كما نفَّذ فدائيو الهيئة العربية العليا عملياتهم عبر الحدود اللبنانية والسورية، إلا أنهم جميعهم لوحقوا من قِبَل السلطات العربية حتى تم إيقافهم بعد حرب 1956م. كما تأكَّد مجدداً عدم تحصين الحدود؛ عندما شرع الاحتلال ببناء سياج إلكتروني على الحدود الشمالية لغور الأردن في عام 1969م، والبدء ببناء جدار الفصل العنصري مع الضفة الغربية في عام 2004، والبدء في بناء جدار استنادي مع قطاع غزة في عام 2016م، والبدء في تحصين الحدود الشمالية مع لبنان بمنطقة ألغام أيضاً في العام الحالي، والبدء في هذا العام كذلك ببناء جدار على 40 كم فقط من الحدود مع وادي عربا بينما بقي أكثر من 160 كم حتى الآن بدون أي تحصينات، كما شرع مؤخراً مجدداً ببناء جدار وسياج شائك على الحدود مع مصر. وقد أكدت مسيرات العودة التي خاضها اللاجئون الفلسطينيون في ذكرى النكبة من عام 2011م عندما وصلوا الحدود الشمالية واجتازها العشرات، أنها لم تكن محصنة ولا منيعة حتى تاريخه.

ومهما يكن من أمر:

1. فإن دولة الاحتلال اليهودي لفلسطين لم تشعر بالخطر في تاريخها إلا مؤخَّراً، ويبدو أنها اعتمدت في تحقيق أمن حدودها على دول الطوق العربية.

2. وأن الاحتلال يتمكن أكثر فأكثر كلما مضى عليه مزيد من الوقت، وهذا يعني ألا يتم منحه مزيدًا من الوقت من الآن فصاعداً.

3. وأن حدود فلسطين إلى وقت قريب كانت – ولازال بعضها – متاحة أمام تحرُّك جحافل اللاجئين ليعودوا إلى ديارهم، تنقصهم الإرادة، ونزع الخوف من صدورهم.

4. وأن كل تحصينات العدو قد أُعِدّت بطريقة مناسبة لمنع المشاة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، لكنه لم يأخذ في الحسبان تطور سلاح المقاومة إلى امتلاك الصواريخ متوسطة المدى، والأنفاق الحدودية الاستراتيجية، خصوصاً أن هذه المقاومة لم تعد بحاجة لاختراق حدود عربية (عميلة)؛ فهي تنطلق من أرضها تجاه أرضها.

#تحرير_فلسطين #العودة #زحف_العودة