دعت مجموعة من "النساء اليهوديات" إلى السماح بتعدد الزوجات قانونيا في كيان الاحتلال وذلك للحد من ارتفاع نسبة العنوسة واعتبار تعدد الزوجات الحل اليهودي الأمثل لعديد من المشاكل الاجتماعية، بما فيها مشكلة النزاع الديمغرافي مع العرب. وساند هذه الدعوة عدد قليل من رجال الدين اليهود، فتعدد الزوجات حسب القانون الصهيوني جريمة يحاسب عليها القانون رغم أن التوراة لا تحرمها. وأدت الدعوات للسماح بتعدد الزوجات إلى انقسام في أوساط المتدينين من اليهود بين مؤيد ومعارض، وتحديدا بين كبار رجال الدين ومدارسهم المختلفة بين شرقية وغربية وبين متشددة واقل تشددا. ويرى الحاخام دوف شتاين أن تعدد الزوجات أمر مقبول من الناحية الدينية رغم انه هو نفسه متزوج من امرأة واحدة فقط. ويقول الحاخام شتاين إنه "حسب التوراة، فيعقوب النبي، أبو الشعب اليهودي، تزوج أربع نساء، وجده إبراهيم تزوج اثنتين وحفيده داود تزوج ثمانِ عشرة امرأة." ويضيف الحاخام شتاين أن "السبب الحقيقي وراء منع تعدد الزوجات هو تهديد الكنيسة الأوروبية لليهود قبل ألف عام لمنع انتشار هذه العادة في أوروبا." وأجاب عن سؤاله عن أهمية تعدد الزوجات برأيه فقال "الشعب اليهودي شعب صغير ويحتاج إلى زيادة المواليد فيه والتوراة تعتبر ذلك واجبا بل وهو أول واجب ولهذا فنحن نؤيد تعدد الزوجات الذي سينجز مهمة زيادة عدد مواليد اليهود". الحاخام شتاين يرى أن الحل للعديد من المشاكل الاجتماعية كالعنوسة والزنى والأمراض الجنسية يكمن في تعدد الزوجات ما سيسهم في زيادة أعداد اليهود في العالم، وهو احد ركائز الدين حسب قوله. ولكن هذه الفكرة لم ترق للحاخام شلومو افنيري حاخام بيت ايل الذي يقال بأنه من المتشددين، إذ يرى أن الدين اليهودي يحترم المرأة وأن الخوض في هذه القضية سيزيد الأمور تعقيدا وأن هناك طرقا أخرى لحل مشكلة العنوسة. ويدافع شلومو افنيري عن قرار الحاخامات الذين اجتمعوا قبل الف عام واقروا منع وتحريم تعدد الزوجات، وقال "إن تعدد الزوجات كان نادرا وفقط في حالات استثنائية، ونحن نريد الرجل أن يحترم ويحب زوجته فإذا تزوج أكثر من واحدة فهذا مصدر توتر وكراهية لا نريده". نحو الف عام مرت منذ أن أقرت القيادة الدينية اليهودية في أوروبا تحريم تعدد الزوجات، أي بعد كتابة التوراة والتلمود وغيرها من الكتب التشريعية. لكن المدرسة الدينية الكبرى في الكيان لا تزال تمنع هذه العادة، الأمر الذي قد يرضي العلمانين من اليهود بينما يستمر الجدل داخل المدارس الدينية بحسب فهمها المختلف للدين والشريعة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.