10°القدس
9.8°رام الله
8.86°الخليل
16.37°غزة
10° القدس
رام الله9.8°
الخليل8.86°
غزة16.37°
الإثنين 25 نوفمبر 2024
4.65جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.65
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

خبر: "الجائزة" الأولى لـ "إسرائيل"

مثلما أن وحدة العرب هي العامل الأساسي الذي يشكل حصانة ضد أي اختراقات، خارجية عموماً و”إسرائيلية” خصوصاً، للوطن العربي، فإن التقسيم والتفتيت والتشرذم هي العامل الحاسم في تشريع الأبواب للتدخلات والسطو والنهب وإضعاف القدرات وضرب الأمن القومي العربي والتخريب داخل المجتمعات العربية . ولا يمكن لأمريكا أن تنفذ عملاً أو تبارك آخر على المستوى العربي، إلا إذا كانت مصلحة “إسرائيل” متقدمة على ما عداها، حتى المصلحة الأمريكية نفسها، خصوصاً في العهود الأخيرة، وتحديداً العهود البوشية، لأن اللوبيات الصهيونية هي المحركة أو القائدة، واستراتيجيتها في هذا الشأن واضحة، وتقوم على تدمير العرب وقدراتهم وهو ما يسمح بتثبيت احتلال فلسطين، وتيسير تحقيق أطماع “إسرائيل” في المنطقة . لذا لم يكن مفاجئاً أن تكون أولى جوائز تقسيم السودان بانفصال جنوبه للكيان الصهيوني من خلال علاقات دبلوماسية عاجلة، وما سيليها من توابع في المستقبل، قريبه والبعيد، عن طريق اختراقات و”استثمارات” تستخدمها “إسرائيل” في هذه المنطقة الحيوية من إفريقيا لأغراض تتخطى المكان، جمهورية جنوب السودان، إلى ما هو أبعد بالتأكيد . وأغراض “إسرائيل” دائماً شريرة، وأصابعها كانت موجودة أساساً في تغذية العوامل التي أدت إلى تقسيم السودان مدخلاً للشروع في تفتيته، كما كانت لها، وما زالت أصابع في دعم أي طرف يسعى إلى اقتطاع جزء من وطنه وتحويله إلى “دولة”، لأنها واثقة من أنها لا تعيش إلا على خراب الآخرين، و”الآخرون” دائماً هم العرب . ولا يفوت هنا أن العرب مسؤولون، أولاً وأخيراً، لأنهم هم من يشرعون الأبواب بأيديهم أمام الكوارث التي تحل بهم، نتيجة إصرارهم على عدم حل خلافاتهم، والمضي في التخندق خلف حساسيات وحسابات هي أبعد ما تكون عن المصلحة القومية، التي توجب عليهم حسم أي تباينات، والاتحاد في ما بينهم، في مواجهة خطر يتهددهم، وهو خطر مصيري ووجودي، يعدّ التغاضي عنه جريمة بل من الكبائر . والالتفات إلى هذا الخطر واجب وملح، قبل أن تقدم أمريكا “جوائز” جديدة ل”إسرائيلها” .