18.29°القدس
18.16°رام الله
18.01°الخليل
24.74°غزة
18.29° القدس
رام الله18.16°
الخليل18.01°
غزة24.74°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

عواصم عباس.. من تكون؟

اياد القرا
اياد القرا
إياد القرا

التصريحات العنيفة التي صدرت عن محمود عباس في الأيام الأخيرة تجاه عواصم عدة لم يسمعا صراحة متعما إياها أن تشجع بعض الأطراف الفلسطينية على السير بعيدًا عن ركبه، وهنا المقصود تيار دحلان وأتباعه، وهو الهجوم الأوضح خلال الفترة الأخيرة وخاصة تجاه أطراف خارجية.

عباس يدخل المأزق الداخلي مجددًا وهذه المرة من بوابة الصراع مع دحلان في ظل اصطفاف بعض العواصم العربية إلى جانبه في سعيه نحو خلافة عباس، وهل العدو اللدود لدى عباس بعد عدائه المتجذر تجاه حركة حماس التي يبدو أنها جاءت في المرتبة الثانية بعد دحلان في ظل موافقتها على خوض الانتخابات والاستجابة لدعوته لتنظيمها في الشهر القادم.

المأزق الذي يمر به عباس له اعتبارات عدة, منها أن العواصم المذكورة تتمثل في الرباعية العربية التي تسعى لإحراز خطوتين مهمتين؛ الأولى استئناف التسوية مع الاحتلال, وبخط موازٍ إيجاد خليفة لعباس, والمقصود هنا المفصول محمد دحلان كخيار مهم وأساس ويمتلك دعمًا سياسيًا إلى جانب الدعم المالي الذي أشار إليه عباس.

القاهرة ردت على عباس عبر وسائلها الإعلامية واتهمته بأنه أضاع القضية الفلسطينية ويقود فتح نحو التفكك وهي إشارة لتوتر العلاقة بين الجانبين، وتحولت لعداء شخصي من الرئيس المصري عبد السيسي الذي يرغب في تولي دحلان الرئاسة خلفًا لعباس وهو ما يتواقف مع العواصم الأخرى, وهنا المقصود الإمارات التي تقدم الدعم والرعاية لمحمد دحلان منذ فشل انقلابه في غزة.

العاصمة الأخرى هي الرياض, التي ترى أن مرحلة عباس قد انتهت، ويقع على عاتقه الإسراع في تجهيز خليفته دون توتر, ويفضل بالنسبة لها دحلان ضمن توافق العواصم الإقليمية على ذلك وخاصة الرباعية العربية.

العاصمة الأهم هي عمان التي استقبلت دحلان مجددًا وأعادت بعض المقربين منه في إشارة سلبية لعباس, وانتشار بعض الأنباء عن تصريحات مسيئة عن الأردن صدرت من عباس أنها ترغب في السيطرة على القرار الفلسطيني كما حدث في إبرام الأردن اتفاقًا مع الاحتلال بخصوص الكاميرات في المسجد الأقصى دون مشاورة السلطة لتبدو عمان هي الوصية على القدس بعيدًا عن السلطة.

إلى جانب العواصم يبدو أن عباس يخاطب تل أبيب أنها جزء من محاولة تنصيب دحلان خليفة له، وإن كانت الرغبة الإسرائيلية تتعاطى مع كل من يقدم خدمات أمنية لها وأنه لا فرق بين عباس ودحلان أو غيرهما من المرشحين إلا بقدر ارتباطه بـ(إسرائيل) وتعهده بالعمل على حماية الأمن.

سيواصل عباس أزمته الداخلية في ظل حالة الإرباك التي تعيشها فتح في مواجهة الانتخابات البلدية التي تسببت بمزيد من التشتت في بنية فتح التنظيمية، وفضح قدرتها على التعبير عن الجماهير، وحالة الإحباط التي تسود صفوف كوادرها بعد فشلها في تقديم قوائم ذات قبول شعبي.

عباس يواجه العواصم والمأزق بالهروب إلى الأمام, سواء قَطَع مزيدًا من الخطوط مع العواصم المحيطة وكذلك مواصلة الانتخابات ولو كانت على حساب فشل فتح وخسارتها، حفاظًا على استمراره في المنصب وتأمين مصير أبنائه من بعده من أي ملاحقة.