33.34°القدس
33.1°رام الله
32.19°الخليل
33.25°غزة
33.34° القدس
رام الله33.1°
الخليل32.19°
غزة33.25°
الثلاثاء 22 يوليو 2025
4.52جنيه إسترليني
4.73دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.35دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.52
دينار أردني4.73
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.35

اغتنم يوم عرفة بالدعاء فالله خصّه بالفضل

عرفات
عرفات
غزة - فلسطين الآن

يوم عرفة هو "التاسع" من شهر ذي الحجة، ومن أفضل الأيام عند المسلمين، فهو أحد أيام العشر من ذي الحجة، وفيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة، فالوقوف به أهم أركان الحج، ويقع جبل عَرفة شرق مكة على الطريق الرابطة بينها وبين الطائف بنحو 22 كم، "فلسطين" تتطرق إلى الأمور التي يفضل أن يفعلها المسلم في هذا اليوم العظيم.

فضل عرفة

بين المحاضر في الحديث الشريف وعلومه د. نادر وادي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خص صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيدٍ من العناية، وبين فضل صيامه فقال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" [رواه مسلم]، هذا في حق غير الحاج، أما الحاج فيكره له الصوم.

ويتضح ذلك من حديث عائشة (رضي الله عنها) التي قالت: "إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما مِن يومٍ أكثر من أن يعتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة ..." [رواه مسلم].

وذكر د. وادي أنه ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وفي الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، [والحديث حسنه الألباني].

فضل عام

ولفت إلى أن العلماء اختلفوا في فضل هذا الدعاء يوم عرفة: أهو خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع؟، والأرجح أنه عام، وأن الفضل لليوم، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان.

وأشار د. وادي إلى أنه ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا "التعريف"، وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة، وممن فعله ابن عباس (رضي الله عنهما)، وأجازه الإمام أحمد، وإن لم يكن يفعله هو، وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع: "كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة"، قال أحمد: "لا بأس به، إنما هو دعاء وذكر لله"، فقيل له: "تفعله أنت؟"، قال: "أما أنا فلا"، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة.

وأما الحاج فأفاد أنه ينبغي له أن يحافظ على الأسباب التي يُرجى بها العتق والمغفرة، ومنها: حفظ جوارحه عن المحرمات في ذلك اليوم، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: "كان الفضل بن عباس رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) من عرفة، فجعل الفتى يُلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يصرف وجهه من خلفه، وجعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (ابن أخي، إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له)" [رواه أحمد].

ونصح د. وادي بالإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم؛ فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: "كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غداة عرفة، فمنّا المكبر ومنا المهلل …) [رواه مسلم].

وذكر أنه على الحاج في عرفة أن يحافظ على الإكثار من الدعاء بالمغفرة والعتق في هذا اليوم؛ فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه؛ فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

آداب الدعاء

وقال المحاضر في الحديث الشريف وعلومه: "على المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولِوالديْه ولأهله وللمسلمين، ولا يتعدى في عدائه، ويلحّ في الدعاء، فطوبى لعبدٍ فقه الدعاء في يوم الدعاء".

ونبه إلى أنه على الحاج أن يحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كالإصرار على الكبائر والاحتيال والكذب والنميمة والغيبة وغيرها؛ فكيف يطمع في العتق من النار وهو مصر على الكبائر والذنوب؟!، وكيف يرجو المغفرة وهو يبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم؟!

ولفت د. وادي إلى أنه من آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلًا القبلة رافعًا يديه، متضرعًا إلى ربه معترفًا بتقصيره في حقه، عازمًا على التوبة الصادقة.

وذكر أنه عمومًا يوم عرفة هو من جملة الأيام العشر، فيستحب فيه فعل ما تيسر من الأعمال الصالحة، وليخصه بالصيام والتهليل والتكبير والتحميد، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما من أيامٍ أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" [رواه أحمد].

وبين د. وادي أنه يستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، ومن السنة أن يكبر كل واحد بمفرده؛ فلم ينقل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا عن أحدٍ من السلف أنهم كانوا يكبّرون جماعة.