في خطوة بالغة المعاني وواضحة الاهداف والدلالات وبقرار سياسي مفضوح ومكشوف على عينك يا تاجر ويا سمسار اتخذته اعلى المراجع في البلد ، سواء كانت في الواجهة زي محمود عباس او من وراء حجاب زي حركة فتح ، فقد قررت ما يسمى بالمحكمة العليا التي كنا مخدوعين ومتوهمين فيها .. قررت وقف اجراء الانتخابات البلدية في قطاع غزة والضفة مؤقتا ، والمؤقت هذه للكذب والتضليل ، وذلك بعد قرارات محاكم غزة باسقاط 7 قوائم لفتح و4 اخرى لفتح في الضفة كانت قد اسقطتها لجنة الانتخابات سابقا ، واتخذ قرار التاجيل بعد ان عقدت جلسة خاصة لمناقشة الانتخابات اثر رفع نقابة المحامين دعوى قضائية مفبركه لوقف اجراء الانتخابات ، بحجة ان المحاكم والقضاء بغزة غير معترف بها وغير شرعي ، وكأن هذا الامر لم يكن معلوما عندما تم تحديد موعدها قبل أشهر معدودة فقط ، هذا اذا كان الكلام صحيحا من اصله ، وبصراحه وصدق وبعد الذي حصل اليوم لم يعد أحد من الشعب الفلسطيني يصدق او يثق لا بقيادة ولا بسلطة ولا بفصائل عاجزة ومخصية وتاكه حتى العظم ، والفرية الأكبر ، ما ذكروه من حجة ان العاصمة القدس غير مشمولة بالانتخابات !!!!! أيوجد خداع وكذب أبشع من هذا ؟؟ !! انه العهر والفجور بعينه . فمنذ متى كان عندنا انتخابات بلدية في القدس ، وكمان شوية بقولوا لنا ، لم تشمل الانتخابات العاصمة الكبرى تيمنا وعلى طريقة عمان الكبرى ، نموذجهم ومرجعيتهم الفرعية !! حيث يبقى الأصل أصل ، فواشنطن وتل ابيب مربط حميرنا الاصلي والاساسي !!.
بهذا القرار الصادم وان لم يكن مفاجئا على قيادة كهذه ، لم تنه السلطة والمحكمة العليا نفسيهما فحسب ، بل ومعهم نقابة المحامين والقضاء الفلسطيني كله ، الذي يدعي ويدعون انه مستقل !! انها مهزلة المهازل ، فالامور واضحة ومكشوفة لكل طفل فلسطيني ، بل ومكشوفة حتى لاطفال الصومال الذين سيفرضون علينا المرة الاحقة متى سنذهب للحمام ، ،، لانو ما في حد أحسن من حد ،، واطفال الصومال وجزر القمر ،، ولاد ،، تسعه زي اطفال مصر والاردن ومعهم اطفال الخليج كله الذين فرضوا وسيفرضون علينا دائما اذا بقي الحال على ما هو عليه.
انها فضيحة ،، بجلاجل ،، على راي اخوتنا المصاروه ، الذين يمونون على رقابنا وعلى رؤوسنا وليس على فرض رئيس معلب ومصنوع ، وتاجيل انتخابات فحسب ، فما بالكم اذا كان وراءهم البترودولار وآمر الصرف رئيس مجلس الادارة الدولي ، وانا اقصد الامريكي وليس الصهيوني وفي ذلك وجهة نظر افهمها واتفهمها ، ولكل رايه الخاص .
انه قرار الخنوع والاملاء ، وما اسهل علينا من ان نلحس شعاراتنا وجعجعاتنا عن القرار الفلسطيني المستقل ، وعن الكلام الفلسطيني مش العربي والاجنبي ، وشعاراتنا عن قطع الامتدادات الخارجية ، كما اننا لسنا بحاجة لعبقري ليقول لنا ان الخشية من هزيمة قوائم فتح وخاصة في الضفة الفلسطينية كانت سببا رئيسيا وجوهريا وراء قرار السقوط ، انه السقوط المدوي وكما أرى واعتقد كان من الافضل لفتح وللسلطة ان تتم الانتخابات وتخسر فتح بعض البلديات على ان تفعل ما فعلت ، فمما لاشك فيه ان الشارع الفلسطيني ليس على هذه الدرجة من الغباء حتى تنطلي عليه الاكذوبة ، ولا اعتقد انني اظلم احدا فيما قلت ، فالشمس ساطعة في وضح النهار .
انه السقوط المدوي لنظامنا السياسي العاجز والفاشل عن ان يضع حدا لتغول السلطة وفصائلها اللامحدود …النظام الذي يرعى هذا الفساد بكل اشكاله وانواعه المالية والاخلاقية واخطرها الفساد السياسي الذي اوصلنا لهذا الحال من الاستسلام والخنوع ، هذا النظام الذي سمح بتدمير السلطة القضائية التي قال عنها الجنرال الرئيس الفرنسي شارل ديغول ،، ما دام القضاء بخير فستبقى فرنسا بخير ،، . وتقول الحكاية أن شارل ديجول رمز فرنسا الحرة حين دخل باريس بعد تحرير بلاده من الغزو الألمانى.. سأل عن أحوال البلاد ومؤسساتها فأخبروه أنها بأسوأ حال.. فسأل سؤاله الشهير هل القضاء بخير؟ فقالوا له نعم.. فقال قولته الأشهر(إذا كان القضاء بخير ففرنسا بخير.. فهو الدعامة الأساسية للنهوض بالدولة) .
انهم لم يبقوا حجرا على حجر ، دمروا كل شيء ، دمروا قيمنا ومفاهيمنا وقتلوا احلامنا ، ولم يبق لنا ما نخسره فقد تكفلوا بكل شيء ، لم يبق لنا سوى بعض كرامة وبعض أمل وبعض حلم ، فهل سنحافظ على البقايا ام سنبقى صامتين خانعين كما نحن الآن ؟؟!!
