سعيد موظف في قسم شؤون العاملين في احدى الشركات وبحكم عمله فهو على تماس يومي مع العاملين المحليين منهم والاجانب ويحاول باستمرار ان يكون عونا لهم على مشاكلهم اليومية .

في احد الايام جاءه عامل اجنبي وعليه دلالات الفرح والاضطراب في نفس الوقت سأله سعيد عن الامر فقال له

-زوجتي يا سيد سعيد وضعت مولودا

ابتسم سعيد وبارك له ولكن العامل اكمل حديثه

-اريد ان ارى ابني فهو اول طفل لي ولكني لا املك اي مال لشراء تذكرة فكل راتبي ارسلته لبلدي كمصاريف للمستشفى والولادة فهل تستطيع ان تساعدني ؟

نظر سعيد الى ملف العامل وقال :

-للاسف موعد اجازتك السنوية لم يستحق وعليك قروض للشركة

قال العامل :

- اليس هناك اي حل ؟

اجاب سعيد

-قانونيا مع الاسف لا و لكن ضع ثقتك بالله وسيجعل لك مخرجا ان شاء الله .

جلس العامل امامه مغموما يينما شعر سعيد بالتعاطف معه ولكن للاسف فان قوانين العمل لا تتيح له فعل اي شيء .

قرر سعيد ان يأخذ زمام المبادرة ويحاول ان يجد حلا لهذا المسكين طلب منه ان ينتظره في مكتبه وذهب الى مكتب المدير العام وبقي ينتظر طويلا حتى وافق الاخير على مقابلته , شرح له سعيد الوضع بالتفصيل وطلب منه المساعدة اجابه المدير

- يا سيد سعيد انت تعلم ان قوانين الشركة تنطبق على الجميع ولو بدأنا بوضع استثناءات فسنفتح بابا لايغلق لان الشركة فيها مئات العمال كما تعلم , ولكني ادرك وضع هذا العامل لذا ساعطيك 300 من مالي الخاص كي نفك كربته .

فرح سعيد وكاد ان يحتضن المدير العام لولا انه سيطر على نفسه وصافحه بحرارة وخرج بعد ان استلم منه المبلغ .

رجع مسرعا الى مكتبه كي يعطي العامل المبلغ فإذا برجال الامن ورجال شرطة في المكتب استغرب وسأل عما حصل فرد عليه احد رجال الامن

- هذا الرجل كان جالسا في مكتبك الذي كما تعلم يقابل قسم الحسابات حيث شاهد المحاسب يضع نقودا في درج مكتبه ويخرج فنهض وبسرعة كبيرة فتح الدرج وسرق المبلغ ولكننا شاهدناه على كاميرات المراقبة وامسكنا به واستدعينا الشرطة كي تستلمه .

اغتم سعيد وسأل بصوت حزين

- كم هو المبلغ الذي سرقه ؟

اجابه رجل الامن

300

وهنا بدأ سعيد يقول

- حسبي الله ونعم الوكيل لا حول ولا قوة الا بالله

وظل يرددها حتى استغرب رجل الامن وقال

- ما بك ياسيد سعيد ؟

اجابه سعيد بابتسامة حزينة

- سبحان الله هذا الرجل كان بحاجة الى 300 فذهبت وامنتها له بالحلال ولكنه استعجل رزقه واراد الحصول عليها من الحرام فلا الحلال وصل اليه ولا الحرام بقي عنده .

هكذا الانسان يستعجل رزقه دون ان يدرك انه مقدر له فيمد يده الى الحرام قبل ان يدركه الحلال .

هذه القصة خيالية