25.24°القدس
24.95°رام الله
23.86°الخليل
28.66°غزة
25.24° القدس
رام الله24.95°
الخليل23.86°
غزة28.66°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

ليلة في المعبر

6ص
وسام عفيفة

قادتنا الأقدار يوم السبت إلى معبر رفح مع منتظري وصول حجاج مكرمة خادم الحرمين الشريفين، وأمام تأكيدات رئيس مؤسسة الشهداء والجرحى في غزة المشرف على البعثة بأنه تم التنسيق مع السلطات المصرية لتسهيل عبور حجاج المكرمة إلى غزة، مع توصية من الرئيس محمود عباس، توافد عشرات الصحفيين وذوو الحجاج منذ ساعات ما بعد الظهر، آملين أن تصل أول حافلة مع ساعات المساء، وعودة الـ 500 حاج قبل حلول الظلام.

رحلة سفر انطلقت منتصف ليل الجمعة من السعودية، فاقت مشاقها كل مناسك الحج، لتنتهي فجر يوم الاحد في معبر رفح بعد نحو 30 ساعة التصقت خلالها أجساد منهكة بكراسي الطائرة والمطار والباص والصالة المصرية، وكل ذلك بجهود المنسقين وبعد توصيات الرئاسة.

وبمقارنة غير عادلة فقد شعر الصحفيون والأهالي بالملل والإرهاق خلال ساعات الانتظار الطويلة رغم ظروفهم النفسية والمكانية المريحة نسبيا، بينما كان الحجاج يخضعون لضغط نفسي، وعمليات تفتيش طويلة، مصحوبة بوجبات إهانة، في بيئة تفتقر للحد الأدنى من الخدمات ووسائل الراحة، محتجزين داخل الباصات او "متمرمطين" داخل الصالة المصرية، والباشا "يشخط وينطر".

بعد طول ترقب وانتظار تسلل أول باص يقل أصحاب المكرمة من الجانب المصري مع حلول الظلام، وقد دبت الحياة في المعبر، اتخذ الصحفيون مواقعهم، وتأهب موظفو الصالة الفلسطينية، واشرأبت أعناق المستقبلين من الأهالي وأعضاء اللجنة الوطنية لأسر الشهداء وممثلي قوى وطنية، احتضنوا أول العائدين، نسوا تهنئته بالحج، وهنئوه بخروجه سالما من الصالة المصرية.

مأساة معبر رفح ليست جديدة، والمعاملة القاسية التي يلقاها الفلسطينيون سواء مغادرين أو عائدين انطبعت كصفحة حزينة في تاريخ غزة، لكن ما يستفز شعور الغزيين اليوم، هو تجاهل طبيعة هذه المهمة الدينية، حيث كانوا يأملون أن تحنن قلب الباشا، فيكرم ضيوف الرحمن، أو يراعي خصوصية هذه الشريحة، وسوادها الأعظم من كبار السن، وذوي الشهداء الذين خرجوا في مكرمة وعادوا "ببهدلة".

بنظام القطارة استمر تقاطر باصات المنهكين حتى مطلع الفجر، أذن المؤذن، وصاح الديك، حج مبرور وسعي مشكور، عافاكم الله من انتظار العبور.