24.07°القدس
23.74°رام الله
22.19°الخليل
28.09°غزة
24.07° القدس
رام الله23.74°
الخليل22.19°
غزة28.09°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

لغتنا الجميلة !!

4
4
مصطفى بونيف

لم أكن أعرف بأن كلمة " المكواة " ..وهي آلة كوي الملابس ، كلمة نابية عند إخواننا في الخليج ، وإلا لما كنت طلبتها من صديقي الكويتي عندما كنا في أحد فنادق المنصورة ...

ثارت ثائرة الرجل وكاد أن يقتلني لمجرد أنني قلت له " أعطني المكواة خمسة دقائق ...!"..

يبدو لي بأن اللهجات المنتشرة في العالم العربي هي واحدة من ضمن مظاهر التفرق ، كما أن هذه اللهجات أثرت سلبا على اللغة العربية ..كما أنني أرى أن اللهجات العربية غالبا ما تأثرت بالاستعمار ...فاللهجات المغاربية تطغى عليها الكلمات الفرنسية الدخيلة ، مما زاد في تعقيدها وصعوبتها ...

ومما زاد الطين بلة في العالم العربي هو ما يعرف باللغة الشبابية ، وهي لغة تفتقد إلى الذوق والأخلاق ..لغة سمجة ...

قال لي أحد الطلاب الثانويين واصفا عبقرية أستاذ الرياضيات " إنه أستاذ حمار ، هناك حمار يتربع في دماغه ..!"

استغربت من هذا الوصف ، خصوصا عندما علمت بأنه ذم يراد به مدح !

وأتذكر أنني كنت أمشي في أحد الأزقة ..فإذا بشاب يصرخ .."قنبلة ، قنبلة " ..فانبطحت مسرعا ...خوفا وهلعا فالواحد مننا في هذا الزمن لا يعرف ما الذي يمكن أن ينفجر في وجهه ويأتي بأجله ..سيارة مفخخة أو طرد بريدي ، ...

وبعد دقيقة وجدت الناس قد التفوا من حولي وأنا منبطح على الأرض ، والبعض يقول .." لا حول ولا قوة إلا بالله ، يبدو أنه شبا مصاب بالمروحة ..وهو نوع من أنواع الصرع " ...

وسرعان ما عرفت بأن الشاب الذي صرخ قنبلة قنبلة ، كان يقصد فتاة فائقة الجمال ، مرت أمامه ، فكان يغازلها ...!

طوال حياتي كنت أقرأ قصائد الغزل ، لم يصف شاعر حبيبته بالقنبلة ...لم يفعلها عنترة ولا قيس ولا جميل ...ولكن فعلها " الهادي لوزة " ...الذي أوقف قلبي من الرعب !

قال لي أحد سكان الحي وهو سعيد بالإمام الجديد في مسجد الحي

"جابولنا إمام ..كافر "

أصابني الذهول وقلت له : " كيف يؤمنا رجل كافر ...؟"

فقال لي وهو يضحك " يا أستاذ موس كافر بمعنى شاطر .."

ثم قال لي .. " وأيضا هذا الإمام حلوف في القراءة .."

ارتفع ضغطي ، وقلت له ..." كيف هو حلوف في القراءة ؟ "

فقال لي " مابك يا موس ، حلوف بمعنى شاطر في قراءة القرآن ، يخليك تبكي مثل الكلب الجربان .. صليت التروايح خلفه فكنت أقف مثل الصرصار المبلول من الخشوع .."

تركت صاحبي بلغته العجيبة وأنا أحوقل .." لاحول ولا قوة إلا بالله العظيم ...

أما لغة المسؤولين على شاشة التلفزيون ..فحدث ولا حرج !

سيئة من حيث المبنى والمعنى ...!

الفاعل دائما منصوب ، والمفعول به دائما مرفوع ...وكل الأفعال مجزومة ..! ، وهناك من الرؤساء العرب من يخاطب شعبه بغير اللغة العربية ...

 

التقيت بصاحبي الذي كان معجبا بالإمام...وقال لي " لقد قرأت مقالك الأخير في الجرنال ...أنت كاتب .."

فقاطعته .." هش ...لا تكمل ....لا أنا كافر ولا حلوف .."

حلو الكلام ...؟؟