25.24°القدس
24.95°رام الله
23.86°الخليل
28.66°غزة
25.24° القدس
رام الله24.95°
الخليل23.86°
غزة28.66°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

فرتكة

7
7
وسام عفيفة

"فرتكة فرتكة .. تضرب في الجراند بارك في رام الله"، بهذا العنوان روجت إحدى المواقع الفلسطينية لما اعتبرته حدثًا فنيًا مثيرًا وقع مطلع الأسبوع الجاري في الضفة الغربية، وفي التفاصيل: "أحيت فرقة اوكا اورتيجا للأغاني الشعبية المصرية حفلًا في مدينة رام الله".

وبينما كانت "هيصة " في ليلة صاخبة أحيتها الفرقة المصرية بمشاركة مئات الشباب والصبايا من الضفة الغربية بتذكرة دخول قيمتها 100 شيقل، كانت تتوارد في الصباح أنباء استشهاد الأسير ياسر ذياب حمدونة (40 عامًا)، بعد تدهور وضعه الصحي في سجون الاحتلال.

مفارقة تختزل صورة الرقص في رام الله بينما الحزن يخيم على جنين، وتعبير عن حالة شتات وغربة داخلية تتسع مساحتها فيما تبقى من وطن يفترض أنه منتفض مقاوم.

في داخل هذه الغربة تبرز تشوهات الهوية الفنية التي كانت جزءًا أصيلًا من مكونات الثورة والانتفاضة والمقاومة، حتى أشكال الاستضافة الفنية العربية كانت تحمل هم القضية والتضامن بالكلمة واللحن ومثلت شكلًا من أشكال المساندة والدعم في معركة المواجهة والصمود.

في متناقضات هذا الزمان: يتردد صدى مكبرات الصوت من فندق جراند بارك برام الله يحمل صخبًا وصراخًا "أوكا بصحبة فريقه الذي يضم أورتيجا وشحتة كاريكا، كأنه هتاف على قرع طبول طوشه:

ارفع ايدك فوق لو مضايق هتروق

القمة جت هتذيع واوعاك في العكسي تسوق

فرتكة فرتكة ع الطبلة وع السكسكة

فرتكة فرتكة تخطيط ومع التكتكة

فرتكة فرتكة راجعين نعمل دربكة راجعين نعمل دربكة....

يرفع الشبان أيديهم ويصرخون مع المجانين على المسرح، يعتلون الأكتاف، يتمايلون ويقفزون، كأن نشوة الانبساط لعبت برؤوسهم.

ومن بعيد يخرج صوت حزين من أحياء جنين، يحاول التشبث بالهواء أمام "فرتكات الدي جي"... يعيد الحنين إلى ماضي ثورة، ويصف وجع الحاضر خلف القضبان، ثم يحمل على جناح ألحانه جثمان الشهيد من قبر الأسر، إلى حضن الأم التي لا تزال معتصمة ترفع صورة ياسر وقد حملت لها الأغنية الخبر:

رجع الخي يا عين لا تدمعيلو... فوق كتاف رفقاتو ومحبينو... رجع الخي يا يمه زغرديلو ... هالشهيد دماتو دين علينا.