18.29°القدس
18.16°رام الله
18.01°الخليل
24.74°غزة
18.29° القدس
رام الله18.16°
الخليل18.01°
غزة24.74°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

ويكيليكس تاريخي... الوثائق العثمانية والمنطقة العربية

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

فتح ارشيف الدولة العثمانية بما يحتويه من وثائق ومعلومات تشمل ملكية الاراضي والمحاكم والمراسلات بين الولايات العثمانية والباب العالي، توفر مادة زخمة لـ 500 عاما من التاريخ وفرصة كبيرة للدراسين للتعرف على تاريخ المنطقة وازالة الغموض عن جوانب طالما كانت عصية على التفسير والفهم في عصرنا الحالي متممة مشهدا طالما اعتبر ناقصا بدونها.

فالوثائق تساعد في التعرف على المكونات الاجتماعية والسلوك الاجتماعي والنشاط الاقتصادي والسياسي المرافق له، وطبيعة الادارة التي كانت تسير المشهد السياسي والاجتماعي وتشرف عليه وتساهم في صياغته.

مادة دسمة افتقدها وحرم الباحثون والعامة منها فترة طويلة من الزمن، في حين اقتصر اعتماد المؤرخين على مراجعهم الذاتية وجهودهم الشخصية، او على روايات المنتصريين من القوى الغربية والمستشرقين الى جانب قادة الحملات العسكرية والاستكشافية التي لم تخل من الانحياز والتحريض والاجندة الاستعمارية.

فالوثائق العثمانية فرصة لقراءة واقعية تعين على استعادة التوازن الموضوعي الثقافي والفكري لدى الباحثين والمفكرين والمثقفين، بل لدى العامة من الناس، كما انها تقدم تفسيرا للتناقضات والكثير من الظواهر الغامضة مجتمعيا واقتصاديا سياسيا.

الوثائق تتجاوز الجانب الفكري نحو الجوانب الصراعية مع الاحتلال الصهيوني فهي تعين الدراسين على التعرف على صكوك الملكية للاراضي في فلسطين والتعرف على طبيعة التهديدات التي تعرضت لها في مراحل مبكرة من قبل القوى الاستعمارية والقوى المتصهينة التي اخذت في التمدد والانتشار داخل اركان الدولة والمجتمع في حينها؛ بما يساعد على الاستفادة من التجارب وخيبات الامل والتحصن منها مجتمعيا ونخبويا وسياسيا.

الوثائق العثمانية زاخرة بالمعلومات وباتت متاحة للعامة والدارسين؛ ما يعني انها مادة غنية ستنتشر انتشار النار بالهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكتروني، فهي من ناحية تشبه تسريبات ويكيليكس، ومن ناحية اخرى تمثل مخزونا تاريخيا وفكريا؛ ما يجعلها محط اهتمام وجدل كبيرة في الشارع العربي.

واخيرا، فإن دراسة الماضي تساعد على فهم الحاضر، واستكشاف المستقبل، وتفسير الكثير من السلوكيات والنشاطات المجتمعية، وتفسير سلوك بعض النخب والكيانات الاجتماعية والسياسية.