24.07°القدس
23.74°رام الله
22.19°الخليل
28.09°غزة
24.07° القدس
رام الله23.74°
الخليل22.19°
غزة28.09°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

حوريات زيتونة

64
64
وسام عفيفة

الحورية أو عروس البحر أسطورة خيالية لفتاة تعيش في البحار والبحيرات، تجمع بين صفات البشر والأسماك، وفي مجمل القصص والروايات القديمة منذ الإغريق وحتى اليوم تمثل رمزا للخير والجمال ونجدة الإنسان.

الأسطورة الخيالية تستحضر الصورة الواقعية لـ 13 متضامنة قررن ركوب البحر وتحمل المخاطر لكسر حصار غزة متسلحات ماديا بقارب صغير أطلقن عليه اسم "زيتونة"، ومعنويا بإرادة وإصرار مقاتل.

  حوريات البحر عادة يكن جميلات وساحرات ولهن حكايات عديدة توارثتها عدة أجيال، بينما حوريات زيتونة فارسات يمتلكن روحًا إنسانية شجاعة تتحدى الحصار وتسقط الأقنعة.

في قصيدته سقط القناع هتف محمود درويش:

حاصـــــــــــر حصارك َ ..... لا مفـر ُّ

سقطت ذراعك فالتقطها

واضــرب عدوك .. لا مفر ُّ

وسقطت قربك ، فالتقطني

واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حــر ُّ

حــــر ٌّ ...... وحــــر ُّ

ومن عرض البحر انطلق نداء أنثوي لمئات الأميال رغم تلاطم الأمواج في المنطقة، رافضًا الحصار في زمن الانحسار العربي، والحسرة تأكل قلوبنا لأن الاحتلال لم يكن ليحبسنا في غزة لولا تماهي الشرعية الدولية وتشجيع البعض العربي.

قد لا تصل زيتونة إلى بر الأمان حيث شاطئ غزة، حيث تدل المؤشرات على أنها سوف تتعرض للقرصنة والاختطاف من البحرية الإسرائيلية، لكنها تسجل محاولة تضامنية تفضح العجز العربي وتخترق الصمت الدولي، وترسل إشارة أمل لأهل غزة.

تاريخ غزة سينقل للأجيال القادمة حكاية حوريات "زيتونة" شرقيات وغربيات، شقراوات وسمراوات، اجتمعن بلغات مختلفة على جملة واحدة "حرروا غزة".

قد يرى البعض في خطوة المتضامنات عملًا طائشًا أو مغامرة خطرة وربما ضربًا من الجنون.

لكن عندما تتحول الحكمة الى استسلام، يصبح الجنون سلاح اليائسين، فقد رسم الشاعر درويش بأبياته خطة كسر الحصار:

حاصـر حصـارك بالجنون ِ .... وبالجنون ِ .... وبالجنون ْ

قد يصاب أطفال غزة بالإحباط بعدما انتظروا في الميناء لأيام ولم تصل "زيتونة"، وحيث إنهم لن يشاهدوا حورياتها يخرجن من البحر، لكنهم سيدركون لاحقًا أن مرساة قاربهم علقت في قلوبنا.