28.33°القدس
27.9°رام الله
27.19°الخليل
29.8°غزة
28.33° القدس
رام الله27.9°
الخليل27.19°
غزة29.8°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

2 مليون صرخة

8
8
وسام عفيفة

قفزت غزة مجددا لعناوين الأخبار ولكن هذه المرة من باب الديموغرافيا، حيث الإنجاب والخصوبة، والنتيجة أن تعداد سكان قطاع غزة تجاوز مليوني نسمة مساء الثلاثاء الماضي، بنسبة ذكور 50.66%، و49.34% إناثاً.

قد يبدو الأمر عاديا في أنحاء مختلفة من العالم الا أنه في غزة المحاصرة والمحاربة يبدو لافتا واستثنائيا.

غزة هنا تعني بقعة فلسطينية صغيرة لا تتجاوز مساحتها 360 كيلو متر مربع تتجمع فيها كتلة بشرية هي الأكبر على مستوى العالم، وهي حاضرة على خارطة الفعل الإقليمي وحتى الدولي، أكثر من حضور دول بمساحات جغرافية وديموغرافية تفوقها بمئات المرات.

غزة هنا أيقونة المقاومة التي ناطحت بكفها المخرز الإسرائيلي، وفاجأت العالم بجنونها، ولا تزال تحمل في جعبتها المزيد.

حتى في معايير التكاثر والخصوبة كانت استثنائية، فقد حذرت تقارير ودارسات من أن ما خلّفته الحروب والحصار من بيئة غير صالحة للحياة الآدمية تهدد التمدد الديموغرافي، لكن الواقع مغاير، والدليل ان تقارير الأمم المتحدة صدرت في 2012-2013 توقعت ان أن يصل عدد السكان في قطاع غزة 2.1 مليون نسمة بحلول 2020 إلا ان الرقم تم تسجيله العام الجاري والكثافة السكانية وصلت الى ما يزيد على 6000نسمة للكم² الواحد... ما يعني اننا في العام 2020 قد نقترب من الرقم 3مليون نسمة.

وبمناسبة هذه الأرقام لفتني تعليق الخبير الاعلامي حسام شاكر الذي قال: "في بعض الأدبيات الصحفية الغربية كانت تطلق على قطاع غزة قبل ثلاثين سنة تعبيرات علبة السردين .. والقِدر المضغوط .. عندما كان تعداد سكان القطاع ربع التعداد الحالي تقريبا .. فكيف الحال اليوم".

أما عن مستقبل غزة، فيكفي الإشارة إلى أن من هم أقل من 18 عاما يمثلون أكثر من نصف السكان وهذه نسبة عالية جدا بالمقارنة مع المقاييس العالمية، هذه الشريحة من الشباب تحمل في جعبتها كثيرًا من الأمل والإحباط، فيهم المبدعون والغاضبون والمتمردون والحالمون والساخطون والمخترعون والمنفجرون، القابضون على الجمر وعلى الزناد، هنا غزة حيث 2 مليون صرخة تختزن طاقة لا محدودة تحمل الكثير من المفاجآت.