25.24°القدس
24.95°رام الله
23.86°الخليل
28.66°غزة
25.24° القدس
رام الله24.95°
الخليل23.86°
غزة28.66°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

مواسم

24
24
وسام عفيفة

تتزين فلسطين هذه الأيام بأجمل مواسمها الزراعية وتحتفظ كل منطقة ببعض من خصائصها الجغرافية موزعة بين الجبل والساحل، بينما يتنافس الشمال والجنوب لتقديم أفضل ما لديه من خيرات.

  في غزة المحاصرة بقيت المواسم تزورنا كباقي مدن فلسطين لم تمنعها سياج الاحتلال وحدوده ولم تؤخرها معابر العرب، بينما تثير حنينا للماضي وتستدعي التراث.

فقد جاءنا في خبر الأولين من أجدادنا الفلاحين أنه إذا ما حل فصل الخريف في شهر أيلول قالوا عنه شهر الصليب، ونقلوا لنا عبر المثل الشعبي "مالك صيفيات بعد الصليبيات"

وكحاضرنا فقد كان للمواسم الزراعية نصيب وافر من هذا التراث، يتجلى ذلك في الأمثال الشعبية التي تحكي عن الطقس والرياح ومواعيد الزراعة، في طقوس مواسم البذار والحصاد، في انتظار المطر والخوف من انحباسه.

في غزة على سبيل المثال تجددت مواسم زراعية وبحرية فقد حلت فاكهة الجوافة ضيفة علينا وتبعها موسم البلح، بالتزامن نلنا قليلا من صيد البحر رغم الحصار البحري، حيث تحل "التشارين"، (تشرين أول وتشرين ثاني) وتمر بسواحلنا قوافل وأسراب من الأسماك واخواتها، ولأن السمك صار ضيفا عزيزا، أصبحت "للجلمبات" أو السلاطعين" حضورا لافتا يسعى خلفه المواطنون لترميم معنوياتهم الاسرية.

ويبقى موسم الزيتون الأكثر بريقا في كل أنحاء فلسطين المحاصرة او المحتلة، حيث تربطنا جذوره بين الماضي والحاضر لهذا قالوا في المثل الشعبي: "أيلول دباغ الزيتون" أي أن الزيتون ينضج في شهر أيلول.

ورغم التطور الزراعي بقيت خبرات الأجداد ترشدنا فقد حذرونا في مآثرهم الزراعية:" إن صلّبَت خرّبَت"، والمقصود أنّه إذا بقي الزيتون على أمّه بدون قطاف بعد عيد الصليب فإنه سيخرب.

مواسم الخير وفصول السنة شكلت لوحة فلسطينية جميلة ازدان بها التراث والحاضر، وبينما ننتظر اليوم هطول الامطار لكي تكتمل اللوحة، يبشرنا الأجداد:" أيلول ذنَبه مبلول" كناية عن أنّ الأمطار غالبا ما تسقط في نهاية شهر أيلول، وان طال انتظار المطرة لا تقلقوا لأنه: "ما بين تشرين الأول وتشرين الثاني صيف ثاني".