يواصل سكان قطاع غزة عاداتهم الكبيرة التي ورثوها بدعم سيادة تطبيق القانون، وتحكيم العقل والمنطق في جميع المعاملات والمشاكل، حيث شهد مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة مهرجانا جماهيريا عشائريا كبيرا شهد إعلان صلح بين عائلتي شاهين والهباش.
ونشبت المشكلة بين عائلتي شاهين والهباش بعد مقتل الشاب إبراهيم خليل شاهين على يد صديقه من عائلة الهباش أثناء شجار وقع بينهم منتصف عام 2015، حيث احتكم عائلة شاهين لمنطق العقل والقانون، واختارت أن تكون ممن عفا وأصلح، فكان العفو بعدا ما يقل عن عام من وقوع حادثة مقتل ولدهم.
وشهد احتفال إعلان الصلح بين العائلتين مشاركة واسعة من المخاتير والوجهاء، بحضور النائب العام إسماعيل جبر، واللواء توفيق أبو نعيم، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عبد الرحمن الجمل، وجمع غفير من العائلتين وسكان المخيم.
صلح أوقف الدم
وعبر الدكتور كمال تربان عن سعادته بتطبيق الصلح بين العائلتين، متمنيا أن يوضع صلح عائلتي شاهين والهباش كنموذج يضرب فيه المثل في حل جميع إشكاليات القطاع المحاصر.
وعبر مختار عائلة شاهين عن قرار عائلته بالعفو والصفح عن عائلة الهباش، وعودة الأمور إلى سابق عهدها جيران متحابين، وتطبيق سيادة القانون المترتبة على حادثة مقتل الشاب إبراهيم شاهين.
وأشار مختار عائلة شاهين خلال كلمة العائلة باحتفال الصحل :"برغم هول المصاب، وعظمة الأمر، إلا أن قرار عائلة شاهين كان بالمضي في العفو والصلح، أمضينا ليالي طوال نتداول بيننا كل التفاصيل والخيارات، لكن لغة العقل كانت أقوى من العاطفة، وكان قرار العفو والصلح هو سيد الموقف".
وعبر اللواء توفيق أبو نعيم مدير قوى الأمن في قطاع غزة عن سعادته بإتمام الصلح بين العائلتين، مشيرا إلى أن جميع فئات الشعب الفلسطيني انسجمت تحت راية فلسطين.
وأوضح المختار أبو رائد درويش أن مشكلة عائلتي شاهين والهباش انتهت مشكلة عائلة الهباش انتهت على خير بعد الاحتكام لشرع الله وأخذ الدية، مشيرا إلى أن يوم الصلح كان عرسا وطنيا عشائريا يحبه الله ورسوله بين عائلتين كريمتين من عائلات الوطن.
وتابع المختار درويش :"أعلن آل شاهين عفوهم على آل الهباش الذين التزموا بكل الشروط حتى وصلوا إلى هذا الصلح شكرًا للعائلتين".
وقتل الشاب إبراهيم خليل شاهين مساء الثلاثاء 14 يوليو 2015، متأثراً جراح أصيب بها خلال شجار نشب بينه وبين صديق له في منطقة المخيم الجديد غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مساء الاثنين وتطور الخلاف واستخدم فيه الجاني أداة حادة أصاب إبراهيم بقطع كبير في قدمه مما أدى لفقدانه كمية كبيرة من الدماء، فارق على إثرها الحياة.
