24.68°القدس
24.37°رام الله
23.3°الخليل
27.72°غزة
24.68° القدس
رام الله24.37°
الخليل23.3°
غزة27.72°
السبت 27 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.66

وسط دعوات لمكافحة التحرش

خبر: الغزل بعد الثورة.. "أموت في الانفلات الأمني"!

منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير والحديث عن روح الفكاهة المصرية لا يتوقف، فالكل شهد لهم أنهم في أحلك الظروف ينزفون فكاهة أيضا، حتي أنهم بعد انتهاء ثورتهم وتوفير الاكتفاء الذاتي منها قاموا بتصدير النكات للثورات المجاورة وحازت علي إعجاب الثوار العرب جميعا. والمتابع لحركة الكوميديا الثورية التي فجرها الشعب المصري يجدها تنسحب علي أكثر من مجال؛ فهناك كوميديا علي الأشخاص والجميع التي بدأت بمبارك وانتقلت للقذافي، ومنها ما تناول التصريحات السياسية لكبار المسئولين مثل (أنت عيل أجندة). لم يقتصر الأمر علي ذلك فخفة الدم المصرية لم يقف أمامها سد، فهي متدفقة إلي أبعد مدى، فقد قام الشباب على صفحات الإنترنت بصك مصطلحات كوميدية لـ"الغزل والمعاكسات" منطلقة من روح الثورة أيضا!.. [color=blue]معاكس ثورجي[/color] فكما تغير كل شيء بعد تاريخ 25 يناير؛ فكان لابد أن تتغير لغة المعاكسات كذلك، لذلك خصصت المصطلحات الجديدة لتناسب روح الثورة، ويصبح المعاكس "ثورجيا"؛ فبدلا من سماح الزمان الذي استخدمه الشاعر قديما في قوله: "امتي الزمان يسمح يا جميل.. واقعد معاك علي شط النيل".. ولم يعد شط النيل هو مكان العشاق فقد تبدل الأمر وأصبح "امتي النظام يسمح يا جميل.. وانزل معاك ميدان التحرير". ومع التغير الذي طرأ على الحياة السياسية في مصر والذي ظهر تأثيره في شكل التصويت الانتخابي الذي أصبح باستخدام بطاقة الهوية بدلاً من استخراج بطاقة خاصة بالانتخاب؛ لتصبح طلبات المعاكسين: "يا أنسه يا أنسه أنا مش بعاكس والله بس ممكن تدينى رقمك القومى؟"، ولأن السرية لم يعد لها مكان أصبح طلب الشباب الآن: "أموت أنا في الشفافية"، وأصبح الحوار حق مشروع لكل مواطن: "عاوزك في حوار وطنى". وبالطبع لابد أن يتأكد الشاب من انتماء البنت وهل هي متوافقة مع آرائه الساسية أم لا فيبادرها بسؤال: "تحرير ولا مصطفى محمود يا قطة"، ولأن خلع رئيس الجمهورية من منصبه الآن أصبح أسهل من خلع القمر من السماء أصبح الغزل الآن "ده إنتي تقولي للريس قوم وأنا أقعد مطرحك" بدلاً من "إنتي تقولي للقمر قوم وأنا أقعد مطرحك". وبعد الثورة اختلف الأمر كذلك لتتفق معاكسات الشباب مع طبيعة المرحلة: "أموت في الانفلات الأمنى"، ولأهمية التكاتف هذه الأيام والذي رفع له الثوار شعار اليد الواحدة أصبح طلب الشاب الآن: "نفسي إيدي وإيد أبوكي تبقي إيد واحدة"، وبدلا من مواصفات الرشاقة والجمال لفتاة الأحلام أصبحت الناشطات السياسيات هم النوذج الآن: "حبيبي يا نور العين يا ناشط سياسي". ثورة ليبيا كان لها نصيب هي الأخرى من عبارات الغزل؛ فأصبح وصف خفة الدم بكلمات مثل: (عسل - شربات) غير متوائم مع العصر؛ ليصبح الوصف الجديد الآن "أنت دمك خفيف قذافي"، وإذا كان الرئيس الليبي المخلوع قد استعان في قمعه لشعبه بجنسيات أجنبية فمن الأفضل التأكد أولاً: "الجميل من هنا ولا مرتزقة؟". [color=blue]السياسية موضوع الساعة[/color] ولأن الموضوع الأكثر إقبالا لتجاذب أطراف الحديث هو السياسة فلم يعد الطقس هو الأسلوب الأمثل لبدأ حديث مع فتاة كما كان في السابق "إيه أخبار الجو"؛ فمن إحدي النكات التي تضمنت هذا المعنى: "واحد بلدياتنا طلب يتعلم معاكسة الفتيات فسأل صاحبه: نفسى اعاكس بنت ما تعلمنى أقولها ايه؟، فقاله: ياعم افهم البنات مابتجيش غير بالسياسة، في اليوم التاني قابل بنت حلوه قالها لو سمحتى لو سمحتى، قالت له نعم، قالها إيه أخبار القذافى". على أي حال؛ فإن معين الكوميديا المصري لن ينضب أبداً، وسوف نرى المزيد والمزيد، وربما تغيير شكل الحياة السياسية في الأيام المقبلة مع كثرة الأحداث المصيرية مثل الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة التي بالتأكيد سوف تخلق مناخا مناسبا لإبداعات المصريين من جديد. [color=blue]عرض بناتنا مثل عرض بلادنا[/color] ومن المؤكد أن هذه ليست دعوى لانتشار المعاكسات في الشارع المصري، ولكنها فقط دربا من الكوميديا التي تفنن فيها الشعب المصري، وما يؤكد ذلك هي الدعوات التي أطلقها الشباب أنفسهم على شبكة الإنترنت أيضاً لتصحيح السلوكيات السلبية في الشارع المصري؛ فقد تزامن مع هذه الكوميديا دعوة مقابلة لانهاء مشهد المعاكسات الحقيقية، وحث الرجال على التعامل مع أي شخص يتعرض للفتاة بالمضايقة في الشارع بعد أن حذفت كلمة (وأنا مالي) من قاموسنا بعد الثورة. وبمبدأ أنه لا يمكن لمن كان يحمي الفتايات منذ أيام في ميدان التحرير –وهي الصورة التي شهدها الميدان طوال أيام المظاهرات- أن يتعرض لها الآن بالمعاكسة في الشارع فقد بدأ الشباب الدعوة لحملات مكافحة المعاكسة والتحرش عبر الشبكات الاجتماعية وخاصة موقع الفيس بوك تحت شعار "لما شاب يعاكس قوليله (ازاي تأذيني بعد ماكنت بتحميني؟)"، كذلك أكدوا في أكثر من صفحة انتشرت على الموقع أن "عرض بناتنا مثل عرض بلادنا يجب أن نحافظ عليه". فمع إعادة حقنا المسلوب في حياة ديمقراطية سوية، عاد إلينا أيضا حقنا في أن نعيش داخل مجتمع آمن ترقى سلوكياته لما حققه من إنجاز، فقد آن الأوان الآن لنتذوق معاني النخوة والرجولة الحقيقية التي كانت قد تراكمت عليها أتربة الظلم والفساد والقهر في الأيام الماضية.