19.75°القدس
19.54°رام الله
18.86°الخليل
24.65°غزة
19.75° القدس
رام الله19.54°
الخليل18.86°
غزة24.65°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

هل يعارض نتنياهو الحرب على غزة في الفترة الحالية؟!

أيمن الرفاتي
أيمن الرفاتي
أيمن الرفاتي

منذ تولي أفيغدور ليبرمان حقيبة الجيش في الحكومة الإسرائيلية بدأت تظهر تغييرات في طبيعة الفعل وردة الفعل على حدود قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، فالسياسة السابقة التي انتهجها الوزير السابق موشي يعالون بالرد الموضعي المحدود دون استفزاز واضح تغيرت وبدأت معادلة جديدة.

المعادلة الجديدة المتمثلة بالرد العنيف وضرب أهداف استراتيجية للمقاومة مقابل أي صاروخ يطلق من قطاع غزة، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتثبيتها وضبطها بشكل واضح لحفظ الهدوء في الجبهة الجنوبية، فيما يسعى ليبرمان لتجاوزها والدخول في تصعيد وربما حرب مع قطاع غزة، بما يخدم تطلعاته السياسية لتحقيق الوعود التي أدلى بها أمام المجتمع الإسرائيلي في التعامل مع القطاع.

من خلال هذا الأمر يتضح أن هناك ندين في الحكومة الإسرائيلية؛ الأول يسعى لحفظ الهدوء على الجبهة الجنوبية أطول فترة ممكنة ومنع تصاعد الأحداث ويمثله بنيامين نتنياهو الذي يعي جيداً أن التصعيد لن يكون في صالحه سياسياً، عند استحضار التأثير السلبي للحرب الأخيرة في العام 2014 عليه وعلى شعبية حزبه في الانتخابات التي تلتها.

وفي المقابل يتمترس ليبرمان بمنصب وزارة الجيش ويسعى للتصعيد مع قطاع غزة في الفترة الحالية أو أن تكون الحرب في أقرب فرصة قبل أن يتخلى عن منصبه في حال توسعة الحكومة الإسرائيلية وتشكيل حكومة وحدة، حيث أن أحد شروط توليه وزارة الجيش كان تخليه عن المنصب في حال تم توسعة الحكومة.

ما يدفع ليبرمان للضغط ودخول تصعيد أو حرب مع غزة خلال الفترة المقبلة أولاً رغباته الاستعراضية أمام المجتمع الإسرائيلي في أنه الأجدر بالقضاء على حركة حماس والأمر الثاني وهو متعلق بسابقه حيث يخاف أن يخرج خالي الوفاض من الحكومة في ظل المفاوضات التي يجريها نتنياهو لتوسعة الحكومة وإدخال المعسكر الصهيوني لتشكيلتها.

ليبرمان يدرك أن دخول حرب مع قطاع غزة أو توجيه ضربات قاسية لها ستزيد من شعبيته لدى المجتمع الإسرائيلي وربما تعطيه السلم المناسب للوصول لمنصب رئاسة الوزراء خلفاً لنتنياهو.

من ناحية أخرى تأخر الحرب على غزة يجعل ليبرمان في حرج أمام جمهوره فهو لن يستطيع تنفيذ وعدوه التي أدلى بها قبل دخول الحكومة حول اغتيال قادة حماس.

نتنياهو الماكر يدرك ويعي جيداً ما يربو إليه ليبرمان وعليه يقف في طريقه وربما لن يسمح له بتنفيذ ما يريد، وهو يجري مفاوضات حثيثة لضم المعسكر اليهودي الذي يتشكل من حزبي العمل والحركة.

وعلى ما يبدو فقد وجد نتنياهو أن الحل الوحيد أمامه حالياً في ظل تزايد ضغوط ليبرمان التوجه لتوسعة الحكومة وذلك لعدة أهداف أبرزها الحاجة لحزب العمل لمواجهة خطوة سياسية محتملة أمام الفلسطينيين في الأمم المتحدة، خلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات الأمريكية وتسلم الإدارة الجديدة، ومن ناحية أخرى تعزيز موقفه في حال انسحاب حزب البيت اليهودي المتطرف بزعامة نفتالي بينت.

وبناءاً على المعادلة الموجودة في الحكومة الإسرائيلية جاءت الردود الأخيرة على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بما يتناسب مع حالة الضبط التي يفرضها نتنياهو على الرغم من رغبات ليبرمان الذي يرى أن مصلحته السياسية ولو على أقل القليل تأتي من خلال تعزيز الردع مع حماس وإظهار نفسه بصورة متميزة عن وزير الجيش السابق موشي يعالون.

نتنياهو يرى نفسه المستفيد الأكبر من المعادلة الجديدة في قطاع غزة فهو يظهر نفسه أمام المجتمع الاسرائيلي بأنه منضبط ويستطيع أن يلقن أعداء إسرائيل دروساً قاسية دون الاضرار بحالة الهدوء القائمة، على عكس ليبرمان الأهوج الذي يريد أن يجر إسرائيل لحرب جديدة لإشباع رغباته السياسية على حساب أمن الإسرائيليين.

وفي حال نجح نتنياهو في إزاحة ليبرمان وتوسعة الحكومة الإسرائيلية وتشكيل تحالف أوسع فهذا الأمر يعزز إمكانية حدوث حرب جديدة على قطاع غزة من باب إظهار نتنياهو أنه أقوى ويستطيع أن يحفظ الأمن ويضرب الأعداء لإسرائيل على عكس ليبرمان.