28.33°القدس
27.9°رام الله
27.19°الخليل
29.8°غزة
28.33° القدس
رام الله27.9°
الخليل27.19°
غزة29.8°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

أسرى شاشاتنا

62
62
وسام عفيفة

تصدمنا الأرقام حول تأثير التطور التكنولوجي على حياتنا ونحن نختزل العالم بين أيدينا من خلال شاشاتنا الصغيرة التي أصبحنا أسراها.

فبعدما تعرضنا لسرعات اتصال كبيرة في فضاء الانترنت باتت تظهر علينا أعراض إدمان تكشف عن التغير الهائل الذي طرأ على حياتنا حيث وصلت نسبة مستخدمي الانترنت في العالم الى 60%، وبما أننا جزء من هذا العالم فإننا نتشارك نفس التأثيرات ونتائجها.

لكم أن تتخيلوا ما يحدث في كل دقيقة نعيشها في هذا العالم الافتراضي... هل تعلم أنه يتم رفع 72 ساعة فيديو يوتيوب حول العالم في كل دقيقة، ويتم نشر 277000 تغريدة على تويتر، ومشاركة 247000 صورة على واتس أب، وان هناك 2.5 مليون محتوى على فيس بوك في هذه الدقيقة.

إذا كانت هذه الأرقام جامدة وصعبة على الاستيعاب، اليكم الملخص: يقضي المستخدمون نحو 20 دقيقة من كل ساعة على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يعني نحو 25 سنة من أعمارهم تقريبا.

دعونا نحاول التأمل في واقعنا حيث بتنا نختزل مشاعرنا في رسالة، وأبوتنا في تغريدة، حتى الامومة أصبح التعبير عنها من خلال فيديو لا يتجاوز عشر ثوانٍ حيث تطارد الأم طفلها بكاميرا جوالها، لتعبر عن عنايتها وحنانها الالكتروني.

حتى الطعام أصبحنا نطهوه ونعد الموائد لا لكي نأكله بل لنأخذ له صورة، وإذا اجتمعنا في أي مجلس اول ما نسأل عنه قبل السلام والكلام "باسوورد" شبكة الواي فاي، ثم نفقد احساسنا ببعضنا ويغرق كل فرد في شاشته بعيدا عن الآخر، والنتيجة قاسية...

لم نعد نطيق الجلوس في العالم الحقيقي، أصبحنا نحمل الكتب بكل سهولة خلف شاشاتنا، لكننا لا نقرأها، واللحظات الجميلة نوثقها ولا نعيشها.

لم نعد ننظر في عيون أبنائنا... فبحثوا عن آخرين يشاركونهم ويحدثونهم ويلعبون معهم الكترونيا، فقد ارتفعت نسبة من لا يقضون وقتا مع عائلاتهم من 8% عام 2000 الى 34% عام 2016، وارتفعت نسبة الطلاق في العالم بسبب مواقع التواصل الاجتماعي الى 50% ورغم ذلك لا يزال أمامنا فرصة ان نعالج الإدمان ونتحرر من شاشاتنا، ربما لحظة تأمل في واقعنا الأُسري والاجتماعي تجعلنا نردد داخلنا: ساق الله على أيام زمان".