19.75°القدس
19.54°رام الله
18.86°الخليل
24.65°غزة
19.75° القدس
رام الله19.54°
الخليل18.86°
غزة24.65°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

لماذا تفشل مبادرات الإصلاح؟

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007 طرحت جهات فلسطينية مبادرات متعددة من أجل إنهاء الانقسام ولكنها باءت بالفشل، وهناك أسباب خاصة وأخرى عامة تتسبب بفشل المبادرات, ولا بد من إلقاء نظرة سريعة على المعوقات التي تمنع نجاحها أو حتى التفاعل معها بشكل يتعدى الموافقة عليها من ناحية مبدئية.

غالبية المبادرات تفترض أن الانقسام الحاصل هو بين حركتي فتح وحماس، ولكن في الواقع هو انقسام ناتج عن وجود برنامجين مختلفين؛ برنامج منظمة التحرير الذي يقوم على الاعتراف بشرعية المحتل وبرنامج حركة حماس المعاكس تمامًا، والدليل أن قيادة المنظمة اشترطت لإتمام المصالحة مع حركة حماس في مناسبات كثيرة الموافقة على البرنامج السياسي للمنظمة، وبذلك تكون فصائل منظمة التحرير دون استثناء طرفًا أساسًا في الانقسام ولا قيمة لأي مبادرة يتم طرحها من جانبها لأنها تفتقر إلى الحيادية, وهذا ما رأيناه في كل المبادرات التي طرحتها شخصيات من الجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها من فصائل المنظمة، والتي تنتهي في العادة بتحميل حركة حماس مسؤولية الرفض.

حركة الجهاد الإسلامي طرحت مبادرة النقاط العشر من خلال أمينها العام القائد الفلسطيني د. رمضان شلح، وهي مبادرة تلبي طموحات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهي في الواقع اختصار لبرنامج المقاومة وتتعارض كليًا مع برنامج منظمة التحرير, ومن المستحيل أن توافق الرئاسة الفلسطينية أو المنظمة على أي من بنودها الرئيسة، وإذا وافقت الجبهتان الشعبية والديمقراطية وربما فصائل أخرى من المنظمة عليها فذلك من باب المجاملة السياسية لا أكثر، وإن كانت تلك الفصائل تؤمن بالمبادرة عليها الخروج من المنظمة حتى تسحب اعترافها بدولة الاحتلال (إسرائيل) وتعلن عن إنهاء اتفاقية أوسلو وبذلك تفقد منظمة التحرير قوتها وتضطر إلى إجراء تغييرات وتعديلات في سياستها تجاه المحتل الإسرائيلي، أما الموافقة الكلامية وحدها لا تكفي.

ومن المبادرات الحية لإنهاء الانقسام في هذه الأيام هي حراك مجموعة "فلسطينيون من أجل إنهاء الانقسام"، ونحن جميعًا مع هذا الحراك ولكننا نرى انحيازهم الواضح لجهة منظمة التحرير، حيث بعد كل نشاط لهم يسجلون نقاطًا ضد حماس في غزة على أنها منعت أو عرقلت حراكهم, وكأنها تريد أن تكون فصيلًا جديدًا يعمل لصالح المنظمة من خارجها، وتمضي السنوات وتكثر المبادرات، ولولا وجود المقاومة في قطاع غزة وانتفاضة القدس في الضفة الغربية لفقدنا البوصلة وأصبحنا لقمة سائغة في فم العدو الإسرائيلي، ولكن ذلك لا ينفي المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة ولا ينفي أن

إنجازات سياسية كثيرة تعطلت بسبب الانقسام ولا بد من وجود مبادرة حقيقية وقابلة للتطبيق للخروج من النفق.